أصبح الرّاود اليوم، بعد تقدّم الزّمن، وتطوّر القصيدة والأداء، صاحب رسالة وحضور في مجتمعه، فاعلاً ومؤثّرًا في العمليّة التّربويّة، ومشاركًا رئيسًا في نهوض المجتمع، وترسيخ مفاهيم السّيرة الحسينيّة فيه. حول دور الرّادود وأثره، كان لنا هذا الحوار مع الرّادود الحسينيّ شاكر الجنبي.
حاورته: نسرين نجم
يُعدّ الراوديد ركنًا رئيسًا في إحياء المجالس الحسينية، كيف بدأت حركة الرواديد؟ وأيّ دور تلعبه كرادود في تعزيز الثقافة الحسينية؟
(بالطبع، بدأت الحركة منذ أيام أهل البيت (ع)، حيث إنه من الموروث أن أبا هارون، أنشد في محضر الامام الصادق (ع)، وبطلب منه في الحسين (ع)، وقد ألقى القصيدة المشهورة (امرر على جدث الحسين)، فأبكى الجميع، ومن ثمّ انطلقت مسيرة الرّواديد حتى وصلت إلى توهّجها الحاليّ، أما دور الرّادود المميّز، فهو تشكل المواءمة المباركة مع المنبر الحسينيّ في نشر الثقافه الحسينية وتعزيز مضامينها في نفوس الحسينين، لاسيما وأن اللّطميّة تعبّر عمّا في المؤمنين من مشاعر مكنونة).
ما هي المعايير أو الأسس التي تختار بها كلمات اللطميّة الحسينيّة؟ وهل تتقصّد دائمًا أن تأتي على شكل قصّة؟
(دائماً نحثّ الشعراء ونتداول معهم الحديث، حول الفكرة الثّريّة وانتقائيّة الكلمة وجمال صياغتها، ثم تكون لها غربلة مرة وأخرى، لنتفادى (الغثّ من السّمين)، ونتقصّد الأسلوب القصصي والعقائدي والاجتماعي والثّقافي، لأنّنا مؤمنون بأنّ الحسين عليه السّلام ملحمة ثقافيّة كبرى).
إلى أي حدّ يؤثّر الأداء في المستمعين؟ وكيف يمكن أن يكون ألاداء مميّزًا؟
(أهمّ عنصر في الإلقاء هو الأداء، لأنّه يوصل كلّ ما في العمل إلى القلوب، ويُلهب الشّعور، ويجعل التّركيز كبيرًا لدى المستمع، فتجد المعزّي قد أخذ شيئًا من دور الرّادود بالتّجاوب والتّفاعل، بسبب تمكّنه من إيصال الكلمة، وبكاء المعزّين نتيجة من نتائج قوة الأداء والإلقاء).
بين الماضي والحاضر، كيف تطوّر مفهوم الرادود ودوره؟
(كان الرادود في السابق مؤدّيًا، وربما ينتهي عند هذا الحدّ، أمّا الآن ومع بروز دور ريّاديّ فعّال له في مجتمعه، ربما وصل لأن يكون ذا وجاهة وشخصيّة لها كلمتها وحضورها، ولعلّ ذلك إنعكاس للدعاء: "اللّهمّ اجعلني عندك وجيهًا بالحسين").
نلاحظ أنّ هناك الكثير من الشّباب يتوجّهون ليكونوا رواديد، فما هي نصائحكم لهم؟
(أوّلاً، والأهمّ أن يكون الشّابّ ملمًّا بمعتقداته وسيرة الأئمة، وقريبًا ممّا حثَّنا عليه آل محمد (ص).
ثانيًاً، أن يهتمّ بتطوير شخصيته ليكون مقبولاً، ومن ثمّ تطوير صوته فنيًّا مع الأداء، واحترام المجال الحسينيّ، والتّحلّي بالتّواضع ولين الجانب، حبًّا وكرامة، وشرفًا في طريق الخدمة الحسينيّة.
ثالثًا، هذا الالتزام تشريف عظيم، وعلينا الاهتمام فيه كما ورد في الرواية "ألزموهم بما ألزموا أنفسهم").
نلاحظ أنه في الفترة الأخيرة، دخل على اللّطميات أداء هجين، وموسيقى غريبة عمّا تعوّدنا عليه، مع كلمات قد يكون فيها نزعٌ لقدسيّة المناسبة، كيف يمكن مواجهة هذه التّحدّيات؟ وعلى من تلقى المسؤوليّة؟
(نسأل الله الهداية الصّلاح، فليس ذلك من العمل الحسن، وربما يشخّصها المجتمع ويواجهها، ويواجه رفضًا لذلك، فإذا لم يتمّ تصحيح المسار، فإن علماءنا هم صمّام الأمان، ومصدر القبول للجميع، وهم الموجّهون بالصّورة الحسنة، حتّى لا تتفاقم هذه المشكلة مستقبلاً).
محمود حيدر
السيد محمد حسين الطبطبائي
السيد محمد باقر الحكيم
السيد محمد حسين الطهراني
الشيخ فوزي آل سيف
الشيخ حسين مظاهري
الشيخ عبدالهادي الفضلي
الشيخ محمد صنقور
السيد محمد باقر الصدر
الشيخ ناصر مكارم الشيرازي
عبد الوهّاب أبو زيد
الشيخ علي الجشي
حسين حسن آل جامع
ناجي حرابة
فريد عبد الله النمر
جاسم بن محمد بن عساكر
أحمد الماجد
عبدالله طاهر المعيبد
ياسر آل غريب
زهراء الشوكان