السيد جعفر مرتضى ..
بـدايـة:
مدينة النجف هي تلك المدينة المقدسة، التي يهفو إليها قلب كل مسلم شوقاً لزيارتها، وتطلعاً إلى بركاتها، وهي تلك المدينة التي احتضنت بكل حدب وحنان ذلك الجسد الطاهر لأعظم شخصية بعد الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم، الرجل الذي صنع تاريخ أمة، وإنسانية الإنسان. وكانت حياته ونضاله منعطف هداية، ومشعل رشاد ودراية، لكل الأمم، ومختلف الشعوب.
هي تلك المدينة التي تحملت أعظم المسؤوليات، واستودعت أعظم وأغلى الأمانات، ولقد عرفت كيف تقوم بأعباء المسؤولية، وتحافظ على الأمانة، فدافعت وناضلت في سبيلها بكل ما أوتيت من قوة وحول، وتحدت الزمن، وتحملت كل النوائب والعوادي، التي تنوء بأدناها دول، وتعجز عن تحملها أمم وشعوب.
هي تلك المدينة التي تضم جثمان رجل لا تحصى فضائله، ولا تعد مناقبه، وكيف تعد فضائل رجل أسرّ أولياؤه مناقبة خوفاً، وكتمها أعداؤه حقداً، ومع ذلك شاع منها ما ملأ الخافقين، على حدّ تعبير الشافعي.. وهو الذي لو اجتمع الناس على حبه – كما يقول الرسول الأعظم (ص) – لما خلق الله النار.
رجل هو أفضل هذه الأمة مناقب، وأجمعها سوابق، وأعلمها بالكتاب والسنة، وأشدها إخلاصاً لله، وتفانياً في سبيله..
ذلك الرجل هو "أسد الله الغالب الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله وسلامه عليه".
وإذا كان تاريخ النجف، والحديث عنها مرتبط بتاريخ علي بن أبي طالب عليه السلام والحديث عنه، فإن خير ما نستهل به حديثنا هو إعطاء لمحة عن هذا الإمام العظيم.. مقتصرين في ذلك على بعض العناوين واللمحات، حسب ما يقتضيه الحال في كتابات استطلاعية كهذه، والله الموفق والمستعان.
علي عليه السلام في سطور:
هو أمير المؤمنين أبو الحسن علي بن أبي طالب عليهما السلام، بن عبد المطلب بن هاشم.
وأمه فاطمة بنت أسد بن هاشم.
ولد في جوف الكعبة، ولم يولد فيها أحد قبله ولا بعده في (13) رجب بعد مولد الرسول (ص) بثلاثين سنة، وتربى في كنف النبي (ص) منذ كان عمره ست سنين.
وهو أول الأمة إسلاماً، وفضائله كثيرة جداً، وجهاده في سبيل الدين ومواقفه في الذود عن حرمة شريعة سيد المرسلين كالنار على المنار، وكالشمس في رابعة النهار.
ومن ألقابه: الوصي، أمير المؤمنين، المرتضى، وكنّاه النبي (ص) بأبي تراب في قصة معروفة.
وهو زوج فاطمة بنت النبي (ص) أفضل نساء الأمة، وأبو الحسنين عليهما السلام، وقد كان من المفروض حسب النصوص الكثيرة من النبي (ص) وحسب ما يستفاد من عدد من الآيات القرآنية، بملاحظة شأن نزولها أن يكون علي عليه السلام هو الخليفة بعد الرسول (ص)، ويكون هو أول اثني عشر خليفة أولهم علي وآخرهم المهدي.. ولكن قد جرت الأمور على خلاف ما أراده النبي (ص) وأرادته الشريعة المطهرة، وكان أن اضطر علي (ع) لأن يكون جليس بيته حوالي خمس وعشرين سنة ثم عاد الحق إلى أهله وتسلم (ع) مقاليد الحكم في ذي الحجة سنة 35 هجرية. وعاصمته الكوفة، واستمر خليفة للمسلمين أقل من خمس سنين ببضعة أشهر..
وقد نكث بيعته طلحة والزبير وحارباه في جيش كثيف في موقعة الجمل التي تزعمتها عائشة بنت أبي بكر، وقد قتل في هذه الحرب- كما يقولون – أكثر من عشرين ألفاً ثم حاربه معاوية بن أبي سفيان في جيوش الشام في وقائع صفين المشهورة، ولما أحس معاوية وأصحابه بالهزيمة احتالوا بقضية رفع المصاحف، الأمر الذي دفع فريقاً من جيش علي (ع) إلى إجباره عليه السلام على قبول التحكيم... ثم خرج عليه نفس هؤلاء الذين أجبروه فحاربوه في وقايع النهروان، وهم الخوارج.
ثم اغتاله أحد هؤلاء الخوارج وهو عبد الرحمن بن ملجم المرادي – اغتاله – في مسجد الكوفة وهو في صلاته، أثناء سجوده كما روى – أو أثناء دعوته الناس الذين في المسجد إلى الصلاة. فكانت وفاته في سنة أربعين للهجرة النبوية، في الحادي والعشرين من شهر رمضان المبارك، وله من العمر ثلاث، أو خمس وستون سنة على اختلاف النقل، ثم حمل إلى النجف، ودفن هناك، وعفي موضع قبره بوصية منه، ويعتبر عليه السلام أول إمام أخفي قبره..
ويقال: إن الحجاج حفر ثلاث آلاف قبر في النجف طلباً لجثة أمير المؤمنين (ع) فلم يوفق وبقي موضع القبر سراً مكتوماً يعرفه ولده الأئمة الطاهرون، وبعض صحابتهم الأبرار، إلى أن أظهره ولده بشكل عام في الدولة العباسية في سنة (170)ﻫ. لكل أحد... في حادثة مشهورة ليس هنا محل ذكرها..
النجف في سطور:
مدينة النجف من المدن الكبرى في العراق، وهي الآن مركز المحافظة المسماة بـ "محافظة النجف". وتقع هذه المدينة على بعد حوالي (165) كم جنوبي العاصمة بغداد، وتعلو سطح البحر بحوالي (70) متراً.
ومناخها صحراوي حار وجاف صيفاً، بارد وقارص شتاءً. ومعدل سقوط الأمطار فيها سنوياً هو 1-5 قطرة في كل بوصة. وقد تزيد فيها درجة الحرارة صيفاً على الـ (48) درجة مئوية. ولوقوعها في طرف الصحراء تهب عليها رياح السموم..
ولقربها من الحيرة، فإنه يوجد حولها عدد من الأديرة المسيحية. وبالقرب من النجف دارت معركة القادسية في آخر سنة 16ﻫ. وتقع القادسية بين الكوفة والعذيب. وتبعد الكوفة عن النجف قديماً نحو ستة أميال لكنهما الآن أصبحتا متصلتين تقريباً.
وفي النجف نوع من الحجارة يعرف بدر النجف، له صفاء وشفافية كأنه الزجاج، يستعمل للتختم والتزين.
وفي النجف أيضاً قبر سيد الأوصياء أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام... الذي أخفي قبره خوفاً من الأمويين وأشياعهم، والخوارج والنواصب.
وعن أهل النجف يقول ابن بطوطة: "وأهلها تجار يسافرون في الأقطار وهم أهل شجاعة وكرم، ولا يضام جارهم، صحبتهم في الأسفار فحمدت صحبتهم". وعلاوة على تعاطي أهلها التجارة، فإنهم يتعاطون العديد من الحرف كالنجارة والصياغة وغيرها، وعلى الخصوص نسيج العباءة بقسميها: الخفيف الدقيق السلك: الخاشية والثقيل الغليظ السلك: البريم..
ما اختصت به النجف:
وعلى كل حال.. فقد اختصت بقعة النجف الأشرف بفضل الدفن فيها والتختم بحصبائها، وجوار مرقد علي (ص) فيها، والمبيت والصلاة عنده، وعلى كل ذلك شواهد جلية من السنة المأثورة عن أهل بيت العصمة عليهم السلام..
النجف في طور التأسيس:
وبعد إظهار قبره الشريف في سنة (170)ﻫ. بدأت تظهر المباني والعمارات حول المرقد المبارك، وقطن في النجف بعض العلويين وخاصتهم من الشيعة، ولم ينقض القرن الرابع الهجري حتى كان فيها من السادة العلوية ألف وسبعمائة عدا عن أتباعهم وشيعتهم ويقدر البعض عدد سكانها آنئذ بستة آلاف نسمة.
ثم اهتم بها البويهيون الذين قاموا بأول عمارة للمرقد الشريف اهتماماً ظاهراً، وشيدوا بإزائه المساجد والدور وغيرها..
ووصفها ابن بطوطة حينما زارها سنة 727ﻫ. بأنها من أحسن مدن العراق وأكثرها ناساً وأتقنها بناء، ولها أسواق حسنة نظيفة الخ..
النجف بين الحكم العثماني والصفويين:
لقد كانت النجف تخضع للعباسيين ومن بعدهم العثمانيين إلى أن استولى الشاه عباس الأول الصفوي على بغداد ومعظم العراق في مستهل القرن العاشر، فأسرع لزيارة العتبات المقدسة، وزار النجف أيضاً وأمر بحفر نهر من الفرات إليها ثم عاد سليمان القانوني العثماني فاستولى على العراق وزار هو أيضاً النجف وكربلاء سنة 941ﻫ. قبل عودته إلى القسطنطينية.
أماكن مقدسة في النجف:
1- مقام الإمام زين العابدين(ع)
ويقع في الجهة القبلة بالنسبة لمشهد علي عليه السلام، يقال: إن الإمام زين العابدين(ع) كان إذا أراد زيارة مرقد جده أمير المؤمنين(ع) يأتي هذا المكان فيربط ناقته فيه، ثم يذهب حافياً، فيزور القبر الشريف، ثم يرجع، ويبيت في هذا المكان إلى الصبح، ويسافر... وقد بنى الصفويون على هذا المكان بنية تعرضت للإصلاح بعد ذلك. وفي محرابه صخرة جميلة الشكل بديعة الصنعة منقوش عليها أحرف مقطعة، يقال: إنها من آثار الشيخ البهائي وأن ما عليها طلسم ينفع من لسع الأفاعي، وتنسب لهذا المقام بعض الكرامات.
2- مقام المهدي عجل الله فرجه:
في الجانب الغربي من البلدة بناء يعرف بمقام الإمام المهدي عجل الله فرجه، وأول من بنى هذا المقام هو السيد محمد مهدي بحر العلوم، ثم هدم في سنة 1310ﻫ. ثم أعيد على شكله الحاضر، حيث بنيت القبة بالحجر القاشاني الأزرق، وكانت قبل ذلك من الجص والحجارة، وفي داخل المقام: هذا مقام يعرف بمقام الصادق(ع).
والظاهر: أن منشأ وجود هذا المقام هو ما روى مأثوراً عن الصادق(ع): إنه حينما جاء زائراً مرقد جده أمير المؤمنين(ع) نزل فصلى ركعتين، ثم تنحى وصلى ركعتين، ثم تنحى وصلى ركعتين، فسئل (ع) عن الأماكن الثلاثة فقال: الأول: موضع قبر أمير المؤمنين(ع)، والثاني: موضع رأس الحسين(ع)، والثالث: موضع منبر القائم عجل الله فرجه.
والظاهر: أنه يقصد: أنه موضع وضع فيه رأس الحسين، حينما أتوا به إلى الكوفة، أو حينما أخرجوه منها. راجع الوسائل ج2 ص444. وإلا فإن الصحيح هو أن رأس الحسين عليه السلام قد دفن مع الجسد الطاهر..
3- مرقد هود وصالح:
مقبرة وادي السلام شمالي النجف الأشرف – هي من أكبر مقابر العالم وأوسعها، ويؤتى بالأموات المسلمين إليها من جميع أنحاء العراق، ومختلف أرجاء العالم.
في هذه المقبرة يقع قبر النبي هود(ع)، والنبي صالح عليه السلام، وهو من القبور المعلومة والمقامات المشهورة وأول من بنى عليه قبة من الجص والحجارة هو السيد محمد مهدي بحر العلوم رحمه الله، ثم هدمت وبني عليه قبة مغشاة بالقاشاني الأزرق، ثم جدد بناؤه في سنة 1337ﻫ.
وفي كتب الزيارات كثير من الأخبار التي تنص على زيارة هود وصالح في النجف.
4- آدم ونوح:
ورد في كتب الزيارات: السلام عليك وعلى ضجيعيك آدم ونوح.. مما يدل على أن آدم ونوحاً مدفونان في داخل الروضة المطهرة إلى جانب الإمام عليه السلام.. وقد تقدم أن ابن بطوطة الذي زار النجف في سنة (720)ﻫ لما دخل الروضة وجد ثلاثة قبور يقال إن أحدهما قبر علي والآخران قبر آدم ونوح وذكر الرحالة سيدي علي التركي في كتابه: مرآة المماليك: أنه زار سنة 961ﻫ. آدم ونوحاً وشمعون(ع) في النجف، بعد ما زار الإمام المرتضى(ع).
ولكن لم يرد ذكر شمعون في النجف إلا في هذا الكتاب على ما نعلم والله هو العالم...
وثمة مزارات أخرى في النجف الأشرف لم نستطع أن نتثبت منها.
المساجد المشهورة في النجف:
في النجف عدد كبر جداً من المساجد – ونحن نذكر هنا بعض ماله مزية وشهرة مثل:
1- مسجد الحنانة:
هو من المساجد المعظمة التي يتبرك بها القاصدون، وهو أحد الاماكن الثلاثة التي صلى فيها الإمام الصادق (ع)، وهو على يسار الذاهب إلى الكوفة في شمال البلد، وبالقرب منه الثوية، وهي مدفن كثر من خواص أمير المؤمنين (ع) ولكن قبورهم قد درست، ويعرف منها قبر كميل بن زياد رحمه الله، وهو مقام كبير واسع عليه قبة فخمة، وله دار فسيحة مسورة من جهاتها الأربع.
2- مسجد عمران بن شاهين:
وهو أقدم مساجد النجف لأنه بني في أواسط القرن الرابع على يد عمران بن شاهين، الذي خرج على عضد الدولة فكانت الدائرة عليه فنذر أن عفا عنه السلطان أن يبني رواقاً في النجف، فعفا عنه، فبنى رواقين، في الغري وكربلاء.
والرواق الذي في النجف يقع في الجهة الشمالية للحرم العلوي.
وحيث إن الحرم العلوي كان في الأصل عبارة عن الروضة المطهرة، وكان رواقه هو صحنه، وأمامه إيوانه الشرقي فقط.. وكان رواق عمران يبعد عنه عدة خطوات.. فقد جاء الشاه عباس الأول فوسع الصحن من جهة الشمال، وأدخل فيه قسماً من رواق عمران.. ثم جاء الشاه صفي، فاكتسح الدور في بقية الجهات، وأوجد الصحن الكبير والسور حوله الموجود اليوم..
ثم هدمت الحكومة ثلثاً من رواق عمران في سنة 1368 فصار في الطريق المحيط فبقي من رواق عمران القطعة المعروفة اليوم بين هذا الطريق وبين الصحن، وبابها في دهليز باب الصحن المعروف بباب الطوسي..
3- مسجد الخضراء:
وهو في الجهة الشمالي من الجانب الشرقي من السور الخارجي للصحن الشريف، ومدخله من الإيوان الثاني من السور الشرقي، وهو قديم، ولا يعرف تاريخ إنشائه... ولكن ينسب إلى علي بن مظفر.
4- مسجد الرأس:
وهو مسجد واسع كثير الاسطوانات، بابه في الصحن الشريف في الإيوان الكبير تحت الساباط مقابل الرواق، من جهة الرأس الشريف، ويتصل بتكية البكتاشية، وهو مسجد قديم أيضاً، ويرجع تاريخ بنائه إلى عصر الأيلخانيين، وقد جدد ورمم بناؤه عدة مرات آخرها سنة 1306ﻫ. من قبل نادر شاه... ويسمى بمسجد الرأس، لأنه إلى جانب رأس الإمام علي(ع)... ولعله أكبر مسجد في المساجد الموجودة في السور الخارجي للصحن الشريف، وهو مستطيل الشكل يتوسطه صحن كبير متسع، وعلى جانبي الصحن من الجهتين الشمالية والجنوبية إيوانان، فيهما كثير من الأعمدة المقطوعة من حجر المرمر. وفي سنة 1368ﻫ اقتطع منه ما يقرب من خمسة أمتار، وأضيفت إلى الشارع العام.
5- مسجد الشيخ الطوسي:
وقد كان في الاصل بيت سكني شيخ الطائفة، فأوصى أن يدفن فيه، ويُجعل بعد وفاته مسجداً، وهو في مقابل باب الطوسي من الجهة الشمالية للصحن الشريف، وبإزائه مقبرة السيد بحر العلوم وآله وقد جدد بناء المسجد في سنة 1198ﻫ. ومرة أخرى في سنة 1305ﻫ. وأخرى في عام 1380ﻫ.
ثم هناك مساجد مشهورة أخرى، لا مجال لتعدادها...
6- تكية البكتاشية:
وهي عبارة عن بناء فخم في غاية الإحكام، معقود بالأحجار الكبيرة، ويشبه بناؤها بناء الصحن الشريف وعلى طرزه وهي ملاصقة لمسجد الرأس، بابها بالقرب من الساباط في الإيوان الثاني من جهة الغرب في سور الصحن الشريف، ويزعم البعض أنها كانت قديماً المخزن لكتب الحضرة العلوية، ويرجح أنها بنيت في عهد الحاج بكتاش في القرن الثامن الهجري، وهي تتكون من قسمين، الأول: خاص بالصلاة والدروس والجماعة وهو مكون من أربعة أواوين متعامدة يتوسطها صحن صغير مكشوف.
والقسم الثاني: يسكن فيه المنقطعون للعبادة، وهو مربع الشكل، يتكون من طابقين فيهما العديد من الغرف، وما يلزمها.
محمود حيدر
السيد محمد حسين الطبطبائي
السيد محمد باقر الحكيم
السيد محمد حسين الطهراني
الشيخ فوزي آل سيف
الشيخ حسين مظاهري
الشيخ عبدالهادي الفضلي
الشيخ محمد صنقور
السيد محمد باقر الصدر
الشيخ ناصر مكارم الشيرازي
عبد الوهّاب أبو زيد
الشيخ علي الجشي
حسين حسن آل جامع
ناجي حرابة
فريد عبد الله النمر
جاسم بن محمد بن عساكر
أحمد الماجد
عبدالله طاهر المعيبد
ياسر آل غريب
زهراء الشوكان