فجر الجمعة

نداء الجمعة || تحقيق التقوى في الأعمال

 

سماحة الشيخ عبد الله العرادي

في صلاة الجمعة 26 رمضان 1440 هـ

بـ مسجد العباس بالربيعة

قال الله تعالى في كتابه الكريم

بسم الله الرحمن الرحيم

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ * وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ

دعوةٌ من الله عزّ وجل في هذه الآية المباركة إلى المؤمنين بتقوى الله عزّ وجل والنظر في أعمالهم التي قدموها لأخراهم هل هذه الأعمال التي عملوها وقدموها ليوم الحساب هل هي صالحةٌ هل هي أعمالٌ حسنة فيرجون ثواب الله أم أنها أعمالٌ سيئة وفاسدة فليخشون عقاب الله عليها.

وليتداركوها بالتوبة والإنابة ومحاسبة النفس فهنا في الآية المباركة دعوى للمؤمنين لإيجاد وتحقيق نحوين من التقوى.

الأولى التقوى في أصل الإتيان بالأعمال التي يقوم الإنسان بها إذا أراد الإنسان أن يأتي بالعمل فلينظر ملياً وليتأمل في ذلك العمل وليختار من بين الأعمال ما هو طاعة لله عزّ وجل ويبتعد عن العمل الذي فيه سخط الله سبحانه وتعالى هذه هي التقوى الأولى.

إذا أراد أن يقدم الإنسان على عمل فلينظر من بين الأعمال التي يأتي بها أي عمل من هذه الأعمال فيها رضا الله سبحانه وتعالى فيتقي الله سبحانه وتعالى بإتيان ما يرضي الله سبحانه وتعالى والابتعاد عما يسخط الله سبحانه وتعالى هذه هي التقوى الأولى.

التقوى الثانية في نفس العمل الصالح الذي أداه وأتى به فيراقب ذلك العمل ويحاسب نفسه عليه ويجعله خالصاً لله عزّ وجل ويحفظ ذلك العمل عما يفسده.

فإذا لا يكتفي المؤمن في التقوى الأولى بالعمل وهي الإتيان بالصالحات بل ينبغي للمؤمن أن يشفع العمل بتقوى ثانيه بحيث يحفظ بتلك التقوى هذا العمل من الضياع من الفساد من البوار وذلك بأن يجعل العمل خالصاً لله عزّ وجل لا يريد بذلك العمل أمر آخر غير الله سبحانه وتعالى من جاه أو مقام أو مدح وثناء من الناس أو رياء أو ما شابه ذلك بل يحافظ على هذا العمل الصالح الذي أتى به والذي عمله وأن لا يفسده ولا يذهبه هباء منثورا فإن الله عزّ وجل خبيرٌ بأعمال عباده هل أتى بذلك العمل خالصاً لوجهه الكريم أم لا وإن الناقد بصير ولذلك ورد عن أمير المؤمنين عليه أفضل الصلاة والسلام أنه قال: خلص العمل فإن الناقد بصير.

ثم يبين سبحانه وتعالى أن سبب نسيان النفس هو نسيان الله عزّ وجل فبنسيانه سبحانه وتعالى ينسى الإنسان أسماء الله وينسى صفات الله عزّ وجل الذي هو يرتبط بهذه الأسماء والصفات فيتوهم نفسه مستقل يتوهم نفسه مستقل في الوجود ويخيل إلى الإنسان أن له حياةً مستقلة وأن له علماً مستقلاً وأن له قدرة مستقله ولذلك يقول بعد ذلك إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي يعني هذا مني أنا الذي فعلته أنا الذي شقيت في جمعه أنا الذي طاوعتني الأسباب فعملت ما عملت هذا من عندي ولا ينسبه إلى الله سبحانه وتعالى وهنا الخطر لأنه ينسى الإنسان نفسه حينما ينجرف إلى ملذات هذه الحياة الدنيا فينسى الله سبحانه وتعالى كل ما عندنا من عند الله عزّ وجل ليس من عند أنفسنا فلذلك بعد ذلك الإنسان يبدأ يعطي لنفسه الاستقلال في كل شيء فيزعم أن له إرادة مستقلة وأن له بصراً وسمعاً مستقلاً وعند ذلك يعتمد الإنسان على نفسه وكان عليه أن يعتمد على ربّه ويرجو ويخاف الأسباب الطبيعية المادية لأنه أعطاها الاستقلال وسعى إليها سعيه وكان ينبغي عليه أن يرجو ربّه ويخاف ربّه سبحانه وتعالى ويلجأ عند إذاً الإنسان ويطمئن إلى غير الله عزّ وجل وكان ينبغي عليه أن يلجأ ويطمئن إلى الله سبحانه وتعالى كما قال تعالى أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ الإنسان المؤمن يرتبط بالله غير المؤمن العاصي الغافل شوف كيف إذا نسى نفسه ينسى الله بالمرة فيعطي لنفسه كل شيء فعند إذاً انجرف الإنسان خلف الأمور المادية والأمور الظاهرية ينسى ربّه بعد أن ينسى نفسه ينسى ربّه وينسى أمر رجوعه إليه سبحانه وتعالى ويعرض عن الله سبحانه وتعالى بإقباله على غيره فينسى نفسه فيفسق ويخرج عن جادة الطريق التي هي العبودية لله سبحانه وتعالى والتي هي الفقر والمسكنة والتذلل والتضرع إليه سبحانه وتعالى.

وكان ينبغي على الإنسان أن يوكل أمر كل شيء إلى الله سبحانه وتعالى هو الذي يدبر له شؤونه فالذين ينسون الله سبحانه وتعالى سوف ينساهم الله وسوف ينسيهم أنفسهم كذلك نسوا الله فنسيهم ينسيهم ينساهم يتركهم يهملهم لا يلتفت إليه إطلاق الذي ينسى الله الله ينساه لا يلتفت إليه النسيان هو الترك فيتركه الله وشأنه لا يعير له أي التفات.

فلذلك إذا نسي الإنسان نفسه ونسي ربّه ونسيه الله سبحانه وتعالى هذا هو الخسران المبين هذا هو الضياع فعلى الإنسان أن يلتفت إلى هذه المسألة المهمة جداً وأن يتقي الله سبحانه وتعالى ثم إن التقوى مراتب ودرجات يرتقيها الإنسان مرقاة بعد مرقاة ودرجة بعد درجة إلى أن يصل إلى حق التقوى كما قال سبحانه وتعالى يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ.

التقوى هي نوعٌ من التحرز فتقوى الإنسان لربّه في بداية أمره تكون على نحو التجنب والتحرز عما يؤدي إلى سخط الله سبحانه وتعالى ويؤدي إلى عذابه كما قال سبحانه وتعالى فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ وهذا يتحقق بإتباع أوامره سبحانه وتعالى واجتناب نواهيه والشكر على نعمه والصبر عند البلاء ثم يتقيه فيطيعه ولا يعصي له أمرا ويخضع له فيما أعطى وفيما منع ولا يعترض على قضاء الله سبحانه وتعالى ويسلم لأمر الله تسليماً وهكذا يتدرج الإنسان في التقوى إلى أن يصل إلى مرتبة حقّ التقوى.

يعني يصل إلى مرتبة عمله يكون خالصاً لله عزّ وجل لا يوجد فيه أي شائبه على الإطلاق لا يوجد فيه أي شائبة فساد على الإطلاق عمل خالص محض لله سبحانه وتعالى ومعنى هذه التقوى التي هي حقّ التقوى معناه هو محض العبودية لله سبحانه وتعالى بحيث لا يشوب عبادته أي إنيه أو أي غفله عن الله سبحانه وتعالى وهذه هي الطاعة من غير معصية والشكر لله عزّ وجل ..

اللهم صلّ على محمد وآل محمد

وهذه المرتبة مرتبة حقّ التقوى هي الطاعة التي لا يشوبها أي معصية على الإطلاق والشكر لله عزّ وجل من غير كفرٍ والذكر لله سبحانه وتعالى من غير نسيان على الإطلاق وهذا هو الإسلام بأعلى درجاته يعني التسليم التام المطلق لله عزّ وجل الإنقياد له سبحانه وتعالى والخضوع التام لله عزّ وجل لأنه كما تعلمون جميع الكمالات التي يحوزها الإنسان متفاوتة مشككه ليست على درجة واحدة فالإسلام درجات والإيمان درجات متفاوتة واليقين درجات متفاوتة والتقوى درجات ومراتب والصبر درجات ومراتب والعلم درجات ومراتب وهكذا كل الكمالات التي يحوزها الإنسان ليست على نحوٍ واحد متساوية بل هي متفاوتة متدرجة مترتبة ذات مراتب كثيرة.

وهذا ما ورد في رواية عبد العزيز القراطيسي عن الإمام الصادق عليه أفضل الصلاة والسلام حيث قال قال لي الإمام الصادق عليه أفضل الصلاة والسلام يا عبد العزيز إن الإيمان عشر درجات بمنزلة السلم يصعد منه مرقاة بعد مرقاة فلا يقولن صاحب الإثنين لصاحب الواحد لست على شيء حتى ينتهي إلى العاشر فلا تسقط من هو دونك فيسقطك من هو فوقكك وإذا رأيت من هو أسفل منك درجة فارفعه إليك برفق ولا تحملن عليه ما لا يطيق فتكسره فإن من كسر مؤمناً فعليه جبره ولذلك الإنسان إذا أراد أن يوصل بعض العلوم إلى بعض الناس البسطاء فعليه أن يرتفق بهم وأن يتدرج معهم وأن لا يعطيهم معلومات فوق طاقتهم وفوق استيعابهم والإيمان بالتدريج ما يصير الإنسان مباشرة أن يدخل في الأمر بقوة وشدة ويدخل في العبادات والطاعات بشكلٍ كبير دفعي لأنه بعد ذلك سوف تصيبه حالة ردت فعل عكسيه تنعكس على نفسيته أما إذا دخل إلى العبادة بتدرج أولاً صلى النوافل التي هي لصلوات اليومية بالتدريج صلى أولاً نافلة الصبح ثم نوافل المغرب ثم بعد ذلك بعد مدة شفعها بنوافل الظهرين ثم أضاف إليها صلاة الليل بعد أن استأنس بالنافلة وهكذا يتمر على العبادة مو يدخل إليها دخول دفعي هذا يكسر نفسه ولا يتحمل بعد ذلك لأن النفوس لها إقبال وإدبار ولذلك عندنا في الرواية فإذا أقبلت فاحملوها على النوافل وإذا أدبرت فاقتصروا على الفرائض هكذا الإنسان يمرن نفسه وأيضاً إذا أراد أن يمرن الآخرين أو يعلم الآخرين أيضاً يرفق بهم ولا يقول لإنسان لم يصل إلى مستواه في الإيمان أنك لست على شيء ولست بمؤمن لا إذا أسقطت من هو دونك فالله سبحانه وتعالى فوقكك فأيضاً هو يسقطك ولا يلتفت إليك إذا أنت ترى نفسك على الآخرين أيضاً من هم فوقكك يرون أنفسهم عليك فإذاً هذا هو الطريق الصحيح للولوج في الكمالات والتدرج فيها والإرتاق مرتبه بعد مرتبه في هذه الكمالات فإذا جميع الكمالات لها درجات ولذلك قال الله تعالى في آية أخرى فاتقوا الله ما استطعتم يعني أي مرتبةٍ من مراتب التقوى استطعتم عليها وقدرتم عليها فلا تتركونها ومعلوم أن الاستطاعه تختلف باختلاف الأشخاص باختلاف قوى الأشخاص باختلاف همم الأشخاص باختلاف أفهام الأشخاص وحقّ التقوى بالمعنى الذي ذكرناه الذي هو طاعة لا يشوبها معصية أو ذكر لا يشوبه نسيان أو شكر لله عزّ وجل لا يشوبه كفر هذه ليست في وسع كل أحد هذه المرتبة العالية ليست في وسع كل أحد لأن فيها دقائق ولطائف لا يتنبه لها إلا المخلصون من عباد الله سبحانه وتعالى فلذلك الآية جاءت وقالت اتقوا الله ما استطعتم يعني تحث الإنسان على الإتيان بمرتبة التقوى الذي يقدر عليها ويفهمها لكن ليكن نظره شاخصاً إلى تلك المرتبة العالية وهي مرتبة حقّ التقوى حتى يعينه الله سبحانه وتعالى للارتقاء مرتبة بعد مرتبة إلى أن يصل إلى هذه المرتبة العالية وهكذا في جميع الكمالات يتدرج الإنسان ويلقن نفسه الإتيان بالكمالات بحسب قدرته وبحسب طاقته وبحسب استعابه وفهمه ليعينه الله سبحانه وتعالى على الإتيان بالمراتب التي هي أعلى من هذا الأمر.

ولذلك أيضاً ورد عندنا في الرواية أنه من عمل بما علم أورثه الله علم ما لا يعلم أنت الآن أمور تعلمها اعمل بها اعمل بما تعلم الله سبحانه وتعالى بعد ذلك يوفقكك لأن تطلع على علم آخر لم تكن عالماً به بسبب عملك بما علمت فالإنسان إذا عمل بما علم أورثه الله علم ما لا يعلم وهكذا كلما علم شيئاً عمل به وهكذا كلما علم شيئاً عمل به إلى أن يترقى ويصعد مرقاة بعد مرقاة ونحن في هذا الشهر الفضيل في آخر هذا الشهر الفضيل أكيد قد اكتسبنا حالة معنوية لم تكن عندنا سابقاً خصوصاً بعد إحيائنا لليالي القدر وتوجهنا إلى الله سبحانه وتعالى فلذلك ينبغي علينا أن نحافظ على الحالة الإيمانية التي حصلت لنا وننميها ونزكيها ونطورها وأن نرتقي في درجات الإيمان مرقاة بعد مرقاة.

نسأل الله عزّ وجل أن يوفقنا وإياكم لمراضيه وأن يجنبنا معاصيه وأن يوفقنا لم يحب ويرضى وأن يختم لنا بخير وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين.

بسم الله الرحمن الرحيم

قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ

 

نداء الجمعة / زكاة الفطرة

النقطة الثانية نتكلم حول زكاة الفطر أو زكاة الفطرة سميت الزكاة بذلك إما لأنها مأخوذة من الفطرة بمعنى الخلقة فنزكاة الفطرة بهذا المعنى يعني زكاة الأبدان وهي أيضاً تحفظ الإنسان عن الموت لأنه ورد عندنا في الرواية أنه يتخوف الفوت على من لم تدفع عنه هذه الزكاة وهي تطهر الإنسان من الأوساخ.

وإما الفطرة بمعنى الدين أي زكاة الإسلام وزكاة الدين وإما بمعنى الفطر يعني الإفطار لأن وجوبها يوم إفطار الإنسان تجب هذه الزكاة على الإنسان البالغ العاقل الغني الحر وعليه أن يدفع هذه الزكاة عن نفسه و عمن يعولهم سواء كان ذلك الذي يعوله واجب النفقة أم لم يكن واجب النفقة قريباً كان أو بعيدا فيجب أن يخرج الإنسان هذه الزكاة عن كل من يعوله سواء كان زوجة أو أبناء أو خادم أو خادمة حتى ولو كان الخادم أو الخادمة غير مسلمين.

لكن لا يجب إخراج عن الجنين في بطن أمه بل ذلك مستحب.

وقت إخراج هذه الزكاة هو دخول ليلة العيد ويستمر وقتها إلى الزوال لمن لم يصلي العيد أما الذي يصلي العيد فيخرجها قبل الصلاة فإذا هذا هو وقت هذه الزكاة من ليل العيد إلى الزوال.

زين إذا الإنسان ما أخرج هذه الزكاة ما عزلها هل تسقط عنه بعض الفقهاء يقول تسقط عنه لكن الأحوط وجوباً عند بعض الفقهاء أن يخرجها بعد الزوال إذا لم يكن قد أخرجها بنية القربة المطلقة من دون تعرض لا للأداء ولا للقضاء.

طبعاً بالنسبة إلى توصيل الزكاة إلى مستحقها لا يجب إخبار ذلك المستحق بأنها زكاة بل يعطيها إياه ليس من الضرورة أن يخبره بأن هذه زكاة فطرٍ لعله لا يقبلها يعطيها إياه ولو بصورة أنها هديه وهو كان قد احتسبها زكاة عن نفسه لذلك الفقير الذي استلمها.

بالنسبة إلى الإنسان الذي لا يخمس ويريد أن يخرج زكاة الفطرة فإذا كان هذه الزكاة التي يريد أن يخرجها من مال قد تعلق به حقّ شرعي لله عزّ وجل فيجب عليه أولاً أن يخمسه أو يخمس هذه الزكاة التي أخرجها أو يخرج مبلغاً معيناً ويخمسه ومن ذلك الذي خمسه يخرج الزكاة هذا بالنسبة إلى هذه.

طبعاً الزكاة زكاة الفطرة تحرم زكاة غير الهاشمي للهاشمي للسيد أما زكاة الهاشمي فيجوز إعطائها للسيد ذكرنا أنه يجب في هذه الزكاة النية كغيرها من العبادات ويجوز أن يتولى الإخراج ويوكل إنسان آخر يخرجها عنه يجوز للغير أن يخرج الزكاة عن إنسان آخر أي يوكله في إخراجها وفي تأديتها إلى الفقير ولكن لا بدّ للوكيل من نية القربى.

جنس الفطرة مثلاً هو الطعام الغالب والقوت الشائع في البلاد فكل قومٍ لهم طعامٌ يغلب في بلادهم يتغذون به فهذا الطعام الشائع الغالب عند الناس هو الذي يخرج منه لحنا الظاهر عندنا الرز أو الطحين هو القوت الغالب عندنا فيخرج الأفضل أن يخرج هذا وطبعاً يخرج من الجنس السليم غير المعيب يعني ما يصير يخرج رز مكسر رز خربان أو طحين خربان مسوس لا يخرج نوع جيد غير رديء.

ويستحب أن يخرج من أفضل الأنواع من أجود الأنواع والأفضلها.

ومقدار هذه الزكاة صاعٌ من الطعام ويجوز دفع قيمة ذلك الطعام بشرط أن ينوي أنه عن ذلك الطعام المعين الذي نواه إما رز أو طحين أو تمر أو زبيب وما شابه ذلك.

هناك أيضاً مسألة يذكرها الأعلام وهي أنه لا يجوز تقديم الفطرة على شهر رمضان نعم يذكرون أنه لا بأس أن يعطي الفقير قرضاً ثم يحتسب عليه ذلك القرض فطرة عند مجيء وقتها في ليلة العيد يحتسب ذلك القرض الذي أعطاه لذلك الفقير يحتسبه أنه فطرة فيعطيه إياه أما أنه قبل ذلك لا يعطيه قرضاً إذا كان اقترض منه فقير مثلاً وفي ليلة العيد يحتسب ذلك القرض الذي أعطاه لذلك الفقير أنه هو زكاة الفطر يجوز بهذه الكيفية.

أيضاً يذكر العلماء بأنه لا يجوز نقل الزكاة إلى بلدٍ آخر بعد عزلها إذا كان في بلده إنسانٌ مستحق طبعاً مصرف الزكاة السيد السيستاني يقول الأحوط وجوباً قصرها على الفقراء والمساكين لكن السيد القائد حفظه الله يعمم بأنها تصرف على الأصناف الثمانية التي ذكرتهم آية الصدقة وهم الفقراء والمساكين والعاملون عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب وفي سبيل الله وابن السبيل لكن الأحوط أيضاً مع ذلك تقتصر الزكاة في دفعها على الفقراء.

بالنسبة إلى تكبيرات العيد لصلاة عيد الفطر أو في يوم الفطر تكبيرات عيد الفطر تكبيرات العيدد للفطر عقيب أربع صلوات أولها صلاة المغرب ليلة العيد وأخرها صلاة العيد بعد صلاة العيد تنقطع التكبيرات في عيد الفطر.

أما في عيد الأضحى فهي عقيب عشر فرائض صلاة العيد عقيب أربع فرائض وصلاة الأضحى عقيب عشر فرائض هذه التكبيرات الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله والله أكبر الله أكبر ولله الحمد الله أكبر على ما هدانا الله أكبر على ما رزقنا من بهيمة الأنعام هذه تكون في عيد الفطر أربع وفي عيد الأضحى عشر.

تعزية عائلتي المرهون والعيش

نتكمل في هذه الخطبة عن نقطتين أو حول نقطتين:

النقطة الأولى تعزية إلى عائلة المرهون وعلى رأسهم الأب والمربي والخطيب الكبير الشيخ عبد الحميد المرهون برحيل الأخيه الخطيب المفوه الشيخ سعيد المرهون فنرفع لعائلة المرهون وأبناء الفقيد وبناته وإخوته وأرحامه وإلى القطيف عامة أسمى آيات العزاء واللوعة والمصاب برحيل خادم أهل البيت عليهم أفضل الصلاة والسلام الذي طالما بكى وأبكى على مصائب أهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم.

ولد الفقيد رحمة الله في أم الحمام عام 1336 هـ وبها نشأ وترعرع من أسرة علمية خطابية شعرية اشتهر منها الكثير من حملة العلم والخطباء فوالده هو العلامة الشيخ منصور المرهون قدس الله نفسه الزكية فذهب الشيخ سعيد مع والده إلى النجف الأشهر ومكث فيها ما يقارب الستة أشهر وتتلمذ فيها على يدّ الشيخ حسين البدر ولم يستطع مواصلة دراسته هناك لحاجة أبيه إليه فرجع إلى القطيف ومارس الخطابة منذ نعومة أظفاره فأصبح خطيباً مفوهاً طلق اللسان له تأثير ومحبوبيه في نفوس الجماهير ولقد كان له الدور الكبير والبارز في توجيه بعض أخوته نحو الخطابة وحثهم عليها بعد وفاة أبيه فهو أستاذ الفقهاء من أخوته ومربيهم بعد والده.

فلقد خرج من هذه الأسرة العلمية كثيرٌ من الخطباء والمشايخ وعلى رأسهم الشيخ علي المرهون قدس الله نفسه الزكية والخطيب الحسيني الشيخ محمد حسن المرهون والخطيب الحسيني الشيخ عبد العظيم المرهون والخطيب الحسيني الشيخ محمد صادق المرهون والخطيب الحسيني الكبير الشيخ عبد الحميد المرهون حفظه الله ورعاه وكذلك أخوهم الشيخ كاظم المرهون فهي أسرة علمائيه أنجب والدهم هؤلاء الخطباء وهؤلاء المشايخ الذين خدموا الدين وخدموا المذهب وقدموا لأهل البيت عليهم أفضل الصلاة والسلام الكثير فجزاهم الله خيراً على خدمتهم لأهل البيت عليهم أفضل الصلاة والسلام ورثائهم إياهم والبكاء عليهم وإبكاء الناس وتربيتهم الناس على حبّ أهل البيت عليهم أفضل الصلاة والسلام.

وهذا الخطيب اللامع قدس الله نفسه الزكية الذي ارتحل في اليوم الثالث والعشرين من شهر رمضان في يوم القدر هذا الخطيب المبرز المفوه تغمده الله بواسع رحمته وجزاه الله خير الجزاء عما قدم في خدمة أهل البيت وخدمة المذهب الحقّ وحشره الله مع محمد وآله الطاهرين وخلف على أهله وذويه خلفاً صالحاً ورزقه الله الصبر والسلوان فنقرأ له الفاتحة.

أيضاً قد ارتحل في صبيحة هذا اليوم يوم الجمعة السيد فتح الله العيش تغمده الله بواسع رحمته فنرفع العزاء لعائلة العيش السادة ونسأل الله عزّ وجل أن يتغمد الفقيه بواسع رحمته وأن يحشره مع محمد وآله الطاهرين وإلى روحه كذلك الفاتحة.

 

 

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد

مواقيت الصلاة