وقوله تعالى: ﴿وَعَلَّمَ آَدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ..﴾، مُشعِرٌ بأنّ هذه الأسماء، أو أنّ مسمّياتِها كانوا موجوداتٍ أحياء، عقلاء، مَحجوبين تحت حجاب الغيب، وأنّ العِلمَ بأسمائهم كان غيرَ نحو العلم الذي عندنا بأسماء الأشياء، وإلّا كانت الملائكةُ بإنباء آدمَ إيّاهم بها عالمِين وصائرين مثل آدم،
في حديثٍ طويل عن سلمان الفارسيّ، رضوان الله عليه، قال: «..سمعتُ حبيبي رسول الله، صلّى الله عليه وآله، يقول لعليٍّ عليه السلام: يا أَبا الحَسَنِ، مَثَلُكَ في أُمَّتي مَثَلُ (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ)؛ فَمَنْ قَرَأَها مَرَّةً فَقَدْ قَرَأَ ثُلُثَ القُرْآنِ، وَمَنْ قَرَأَها مَرَّتَيْنِ فَقَدْ قَرَأ َثُلُثَيِ القُرْآنِ،
الرزق معروف، والذي يتحصّل من موارد استعماله أنّ فيه شوباً من معنى العطاء، كرزق الملك الجنديّ، ويقال لما قرّره الملك لجنديّه ممّا يؤتاه جملةً رَزَقَه، وكان يختصّ بما يتغذّى به لا غير، كما قال تعالى: ﴿..وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ..﴾ البقرة:233، فلم يُعِدَّ الكِسوة رزقاً .
في قوله تعالى: ﴿ الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ﴾الرعد:28، تنبيهٌ للنّاس أن يتوجّهوا إليه تعالى ويُريحوا قلوبهم بذكره، فإنّه لا هَمّ للإنسان في حياته إلّا الفوز بالسعادة والنعمة، ولا خوفَ له إلّا من أن تغتالَه الشَّقوة والنّقمة،
لقد دلَّت الآية المباركة على إناطة قبول العمل بالتّقوى؛ حيثُ حصرت القبول بالمتقين، إذ قالت: ﴿إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ﴾[1] ، والتّقوى لها درجاتٌ ومراتب: أعلاها العصمة المانعة من ارتكاب الرذيلة، وأدناها الخوف من الله - عزّ وجلّ -، كما قال تعالى: ﴿إِنِّيَ أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ﴾[2] .
اعلم أنّ العلم التفصيلي بهذا الباب (باب فهم القرآن الكريم) لا يحصل إلّا لمن آتاه الله علم الكتاب وفصل الخطاب، وميّز القشر من اللَّباب، وكان واقفاً مقيماً في الكون الكبير على باب الأبواب، لإطلاعه على حقائق الملك والملكوت، وإفاضته على سرادق سلطان الجبروت، ودوام فقره وعبوديته وانقطاعه إلى الحّي الذي لا يموت، كي يطَّلع بعد ذلك بما هنالك من أسرار التشريع والتكوين، وينطبق عنده إشارات التدوين.
قوله تعالى (الرعد/11): ﴿لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلَا مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالٍ﴾.
قوله تعالى: ﴿بِسْمِ الله..﴾. الـ (باء) للاستعانة، لأنَّ الإنسان مفتَقر بذاته، والمحتاج المطلَق لا بدّ أن يستعين في جميع شؤونه بالغنيِّ المطلَق الذي هو الله تعالى، فالمُمكنات في ذاتها وعوارضها، وحدوثها وبقائها محتاجة إليه، فهي بلسان الحال تستعينُ به تعالى، فقدّرت الاستعانة في المقال تطبيقاً بين لسانَي الحال والمقال.
حيدر حب الله
عدنان الحاجي
الشيخ محمد مهدي شمس الدين
الشيخ فوزي آل سيف
الشيخ عبدالهادي الفضلي
السيد محمد باقر الصدر
الأستاذ عبد الوهاب حسين
السيد محمد باقر الحكيم
السيد محمد حسين الطهراني
السيد محمد حسين الطبطبائي
عبد الوهّاب أبو زيد
الشيخ علي الجشي
حسين حسن آل جامع
ناجي حرابة
فريد عبد الله النمر
جاسم بن محمد بن عساكر
أحمد الماجد
عبدالله طاهر المعيبد
ياسر آل غريب
زهراء الشوكان
فلسفة العمل ومبدأ التنمية المتواصلة
كيف يسمح الدّماغ بشعورين متناقضين؟
المعروف والمنكر والأكثريّة الصّامتة
الإسلام ونظريّة الأخلاق
رؤية المدرسة الإماميّة في جمع القرآن
الشيخ عبدالكريم الحبيل: أخلاق فاطمة الزهراء عليها السلام
الشيخ عبدالكريم الحبيل: القلب السليم في القرآن الكريم (5)
الشيخ عبدالكريم الحبيل: القلب السليم في القرآن الكريم (4)
مقدّمات البحث
تأبين الشّيخ الحبيل للكاتب الشّيخ عباس البريهي