وهذه النتائج لأولئك الأشخاص الذين قاموا بالجرائم حرصاً على دنياهم، ورغبة في بقائهم، فلا مُتع الدنيا حصلوا عليها، ولا البقاء أُتيح لهم، فكما قلنا ما مرّ عقد من الزمان إلاّ وقد ابتلعت الأرض أجسادهم، وفرّقت عن الأجسام رؤوسهم، بل ربما لو لم يرتكبوا تلك الجرائم لحصلوا على مُتع من الدنيا كثيرة، ولعمروا أكثر ممّا صاروا إليه.
وأمّا على الاعتبار الثاني من اعتبارات الإمام الحسن عليه السلام اعتباره بوصفه أميناً على التجربة، أميناً على الواقع السياسي الحيّ الذي كان يجسّد تلك الصبغة الإسلاميّة الكاملة للحياة، بوصفه أميناً على هذه التجربة، كان لا بدّ أن يدرس موقفه ليختار أحد هذين الطريقين
سوف يبرز على أساسها موقف الحسين عليه السلام على كلّ واحدٍ من هذه الاعتبارات الثلاثة، يبدو هناك فرق كبير بين موقف الإمام الحسن عليه السلام وموقف الحسين عليه السلام، بين الظروف الموضوعية لموقف الإمام الحسن عليه السلام والظروف الموضوعية لموقف الإمام الحسن عليه السلام.
وكتب أكثر أهل الكوفة إلى معاوية: بـ: «أنَّا معك، وإن شئت أخذنا الحسن أسيراً وبعثناه إليك».. بل لقد قال عليه السلام لحجر بن عدي: «والله يا حجر، لو أني في ألف رجل، لا والله، إلا ماءتي رجل، لا والله، إلا في سبع نفر لما وسعني تركه».. يعني ترك معاوية الذي جاء في مئة ألف، حسب نص تلك الرواية نفسها..
أما خيار الحرب: فإنه يجعله أمام ثلاثة احتمالات، لا بد في كل واحد منها من الموازنة بين التضحيات وبين النتائج، ثم اختيار الخيار الذي يحقق الأتم والأفضل، والأصلح منها، حيث إن موقع الإمامة يفرض على الإمام التفكير في جميع الجوانب، والحالات التي تواجهه في سياسة الأمة، من أجل حفظ دينها، ووجودها، ومصالحها
كلّ المسلمين سكتوا، لم يقم أحد، لم يجب أحد، لم يبرز أحد شيئاً، هؤلاء المسلمون المجتمعون في المسجد، هؤلاء هم الأمناء على التجربة، هم أصحاب عليّ، هم قادة هذا المجتمع، هم الطليعة التي كان بها يصول وبها يكافح وبها يجاهد هذا الإمام العظيم، كلّهم سكتوا، لم يجب واحد لم يقل شيئاً أبداً.
بعدما خرَّ الإمام علي عليه السلام صريعاً في المسجد، كانت بذرة التناقض للتجربة الإسلامية التي تزعّم قيادتها لإعادة كامل الصيغة الإسلامية إلى الحياة بدأت تستفحل وتشتدّ، هذه البذرة هي التي سمّيناها بالشّكّ... ونقصد من هذا الشكّ: الشكّ في القائد، في نظرية القائد وأطروحته التي يكافح من أجلها ويحارب على أساسها
ويأتينا الجواب من التأريخ فنهتزّ لموقف المرأة في كربلاء، لقد كانت المرأة أمّاً وأختاً وزوجة في طليعة الثائرين الـمُناضلين الـمُضحين الباذلين لضريبة الدم. ولا أتحدّث هنا عن زينب وعن أخواتها؛ فمستوى سلوكهن لم يبلغه بشر، وإنّما أتحدّث عن نساء عاديات جدّاً كنّ إلى أيّام قليلة قبل يوم كربلاء
ثار زيد على الحكم الأموي بوحي من عقيدته التي تمثل روح الإسلام وهديه، فقد رأى باطلاً يحيى، وصادقًا يكذب، وأثرة بغير تقى، ورأى جورًا شاملًا، واستبدادًا في أمور المسلمين فلم يسعه السكوت، يقول بعض شيعته: خرجت معه إلى مكة فلما كان نصف الليل، واستوت الثريا قال لي: «أما ترى هذه الثريا؟ أترى أحدًا ينالها؟...».
لقد عرفت كيف كان الزعماء الدينيون والسياسيون يُمارسون حياتهم. وهنا نرسم لك صورة عن نوع الحياة التي كان يُمارسها الإنسان العادي إذ ذاك. لقد كان همّ الرجل العادي هو حياته الخاصّة أن يعمل لها ويكدح في سبيلها، ولا يُفكّر إلاّ فيها، فإذا اتّسع أفقه كانت القبيلة محلّ اهتمامه.
محمود حيدر
السيد محمد حسين الطبطبائي
السيد محمد باقر الحكيم
السيد محمد حسين الطهراني
الشيخ فوزي آل سيف
الشيخ حسين مظاهري
الشيخ عبدالهادي الفضلي
الشيخ محمد صنقور
السيد محمد باقر الصدر
الشيخ ناصر مكارم الشيرازي
عبد الوهّاب أبو زيد
الشيخ علي الجشي
حسين حسن آل جامع
ناجي حرابة
فريد عبد الله النمر
جاسم بن محمد بن عساكر
أحمد الماجد
عبدالله طاهر المعيبد
ياسر آل غريب
زهراء الشوكان