أَطرقَ اللّيلُ .. حِينَ مَدَّ ظَلامَهْ، يَقرأُ الحُزنَ في عُيونِ الإمامة، وأكُفٌّ هُناكَ .. تَحمِلُ نَعشًا، أَوهَنَ القَهرُ رُوحَهُ .. وعِظامَهْ، والخُطَى .. حِينَ أقبَلَتْ .. مُثقَلاتٌ، لكأنَّ الشّجَى يَشُبُّ ضَرامَهْ، ونَشيجٌ .. وهَمهَماتُ وَداعٍ، حَبَسَ الخَطبُ صَمْتَهُ .. وكَلامَهْ!rn

تجلّد - عداك اللّوم - إن خانك الصبر، وخارت قوى الزّندين واحدودب الظّهر، وكفكف على الزّهراء دمعًا مرّوعًا، فكم أشجت الأرواح أدمعك الحمر، وقم غسّل الزّهراء في عتمة الدّجى، ومدّ خيالاً جار في قهره الجور

قَلِّبِ الطَرفَ.. لَوعةً وبُكاءَ، وانْعَ للناسِ ما دَهَى الزَهراءَ، وأقِمْ مُطرِقًا بِبابِ عليٍّ، وأرِقْ دَمعَكَ الشَجِيَّ.. عَزاءَ، واحتَضِنْ عِندَهُ rnنَشيجًا خَفِيًّا، قدْ يُواسِي اليَتيمَةَ الحَوراءَrn

إنْ تُجِلْ في مُصابِ فاطِمَ فِكْرا، سَوفَ تُنبِيكَ "وَقعةُ البابِ" خُبْرا، وسَتَروِي لكَ الخُطوبُ حَديثًا، مُوْجِعًا يُهرِقُ الـمَدامَعَ حُمْراrn

تَنفّسَ وَجهُ الصّبحِ إطلالةَ البُشرَى، فَعادَ يَزِفُّ الأُنسَ في مَولدِ الحَورا، وأَهدتْ تَهانِيها السّماواتُ والدّنَى، وَماسَتْ هَدايا العَرشِ منْ بَينِها تَترَىrn

ناجَيتُ قَبرَكِ منْ شَوقٍ وبُعدِ مَدى، أمُدُّ نَحوَكِ مِن وَجدِ الفُؤادِ.. يَدا، يا قَبسةَ النّورِ من "مُوسَى" وَشمسَ ضُحًى، منَ الـمَفاخِرِ والـمَجدِ الذي اتَّحَداrn

وقَفتُ بِبابِ المَجدِ أستلهِمُ الذِكرَى، أباركُ لِلأبرارِ منْ عِترةِ الزّهرا، وأَحمِلُ لِلهادي تَرانيمَ والِهٍ، تَناغَمَ فِيها الحُبُّ حتّى ارتوَتْ شِعْرا rn

أورفَ الأُنسُ فاسقِني الشّعرَ .. صِرْفا، منْ قَوافي الجَمالِ .. حَرفًا فَحَرْفا، وامْلَإِ الرّوحَ مِنْ فُراتِ الـمَعاني، وأدِرْ شَطرَ طَيبةِ النّورِ .. طَرْفاrn

لماذا يَلُمُّ الحُزنُ .. أَحرُفَهُ الصّفْرا، أمِنْ هَولِ ما يَلقاهُ منْ لَوعةِ الزهرا؟ ولِمْ حارتِ الألبابُ .. في وَصفِ مَشهَدٍ، تَأَبَّى علَى الأرواحِ إذْ لمْ يَزلْ .. سِرّا rn

رَزاياكِ .. مِنْ كُلِّ الـمُلِمّاتِ .. أَعظَمُ، شَواهِدُها المِسمارُ والبابُ والدَّمُ، ويَومُكِ يا زَهراءُ.. حُزنٌ ولَوعةٌ، بِأَوجاعِهِ الأيّامُ تُنْبِي.. وتَأْلَمُ، وَبابُكِ مُنذُ الفَقدِ.. والقَهرُ وَعْدُهُ، وما كانَ إلّا أَنْ يُراعَ .. وَيَهْجِمُوا !rn

حَيّيتُ ذِكراكَ أنفاسًا، رُؤًى وفَما، وجِئتُ أنهلُ منكَ الحُبَّ والشِيَما، أعيشُ يَومَكَ يا أبهَى الورَى شَرفًا، ومنْ عَلا فوقَ أوصافِ السّنا وسَما، نَشوانَ أحملُ مَبهُورًا سِلالَ هَوًى، وشَطرَ مكةَ أَحيا البيتَ والحَرماrn

فِداءُ قَلبِكَ هذا الصّابرُ الكَمِدُ، على حِماهُ صُروفُ الكَونِ .. تَتّحِدُ، مُذْ غِبتَ يا خاتِمَ الأسماءِ .. ما بَرحَتْ، نارُ الضّغائِنِ تَستَشري .. وتَتّقِدُ، على الشّريعةِ يا حامي الشّريعةِ كمْ، حامَ البُغاةُ على الإسلامِ .. واتَّحَدُواrn