أحمد آل قريش معلّق صوتيّ ومدرّب وكاتب، عشق المايكروفون صغيرًا، وشغف به حدّ التّماهي، وعمل على نفسه كثيرًا في سبيل تطوير موهبته الصّوتيّة، حتّى أصبح أحد ألمع الأسماء في مجال التّعليق الصّوتيّ، متوّجًا مسيرته بإنجازات عديدة، وهو الذي رفد بحره أيضًا بروافد عديدة، كالتّمثيل والتّقديم والكتابة، وقد كان لنا معه هذا اللقاء.
(في البداية حدّثنا كيف بدأت رحلتكم مع فن التعليق الصوتي ثم البودكاست؟ هل اكتشفتم أنتم موهبتم تلك؟ أم أنّ أحدًا حثّكم وشجّعكم؟)
كانت بدايتي في العام 2004 أو 2005، في بداية الألفين كانوا يريدون ممثّلين صوتيّين لفعاليّة الزّواج الجماعيّ، فقمت أنا وبعض الشّباب بالتّطوّع لتسجيل صوتيّات الحفل، فلاقت إعجاب الكثيرين، وحينها عرفت أنّي أحبّ المايكروفون، وكان عندي أستديو صغير في شقّتي القديمة، بدأت فيه بتسجيل التّمثيليّات الصّوتيّة، بالإضافة إلى بعض الأعمال الصّوتيّة من هنا وهناك، وفي العام 2014 دخلت أحد أندية التوستماسترز، فتعلّمت فنون الخطابة، وفي العام 2016 حصلت على بطولة المملكة للخطابة الفكاهيّة، وكانت مهارتي في الخطابة دافعًا لي لكي أفتح بودكاست، في العام 2015 فتحت بودكاست اسمه "فيس بيس" وبعدها فتحت بودكاست اسمه "صباحو" المستمرّ لغاية اليوم، رغم أنّي انقطعت عنه سنة كاملة، لكنّني عائد إليه إن شاء الله في الموسم القادم، في العام 2025.
البودكاست حصل على تفاعل كبير من الجماهير والمستمعين من كل أنحاء العالم العربيّ والعالم بشكل عامّ، في أمريكا وكندا وغيرهما. في العام 2020 أصبح البودكاست أحد أكثر البودكاستات تفضيلاً من المستمعين حسب تقيم شركة أبل العالمية.
أمّا فيما يتعلّق بالتّعليق الصّوتيّ، فقد بدأت العمل فيه فعليًّا بشكل مستقلّ وبشكل جدّيّ في العام 2018، وبدأت آخذ مشاريع مستقلة، وبدأت بالتدريب على التّعليق الصّوتيّ من العام 2020 بعد أن أخذت مجموعة من الدّورات التّدريبيّة في بعض المعاهد.
أمّا حول مَن حثّني على التّعليق الصّوتيّ، فلا أحد، التّعليق الصّوتي كان حلمي منذ الصّغر، فمنذ الصّغر كنت أحلم أن أكون مقدّمًا إذاعيًّا، وقد صرت كذلك من خلال بودكاست "صباحو"، وبعدها توجّهت للتّعليق الصّوتيّ، والتّدريب على التّعليق الصّوتيّ، وقد حظيت بدعم من الأهل والأصدقاء والمستمعين بشكل عامّ.
(هل التّعليق الصّوتيّ مهارة خاصّة بالملحّنين؟ أم كلّنا نستطيع استخدامه في حياتنا؟)
هذا مفهوم خاطئ، فالمعلّق الصّوتيّ ليست له علاقة بالتّلحين، هو يحوّل الكلمات المكتوبة إلى موجات صوتيّة فيها التّلوين الصّوتي اللّازم، الذي نحتاج إليه حتّى نستطيع إقناع مَن حولنا، فالخطيب على سبيل المثال يحتاج إلى التّلوين الصّوتيّ، الذي هو جزء من التّعليق الصّوتيّ، والتّلوين الصّوتيّ يختلف بين الدّعايات وإلقاء الشّعر والـ ivr وقراءة الأخبار وقراءة الكتب وغير ذلك، فأنا كمعلّق صوتيّ أسجّل للعميل حسب طلبه مستخدمًا التّلوين الصّوتيّ، لكنّ المهمّ في هذا كلّه الأداء، وكلّ مَن يمتلك خامة صوتيّة، يمكنه أن يكون معلّقًا صوتيًّا، طبعًا يجب أن يصاحب ذلك سلامة النّطق وسلامة اللغة، لكنّ العبرة في الأداء، حتّى يكون معلّقًا صوتيًّا محترفًا قادرًا على إيصال الكلمات صوتيًّا بشكلها الصّحيح.
(ما هي علاقة الصّوت بالموسيقى؟)
هناك رابط عجيب، الموسيقى هي عبارة عن نبرات صوتيّة أو نغمات صوتيّة قادرة على صناعة لحن جميل، التّعليق الصّوتيّ كذلك، هو نبرات صوتيّة أو نغمات تخرج من الحنجرة بشكل معيّن وبلون معيّن مناسب في مجاله لصناعة أداء مناسب للمستمع، وكما الموسيقى، فإذا عُزفت بشكل احترافيّ شعر المستمع بالارتياح، وكذلك إذا أدّى المعلّق بشكل صحيح سليم احترافيّ، أثّر في المستمع، فنعم هناك علاقة بين التّعليق الصّوتيّ وبين الموسيقى.
(هل هناك أساليب يمكن تعلّمها للمساعدة على تطوير الأداء الصّوتيّ؟)
دائمًا ما أقول للمتدرّبين: "التّدريب، التّدريب، التّدريب". لأنّ التّدريب المستمرّ يساعد على التّطوير، كذلك فإنّ الاستماع مهمّ جدًّا لمن يريد أن يصبح معلّقًا صوتيًّا، فالاستماع للبرامج الوثائقيّة، وللدّعايات، ولأساليب بعض المعلّقين الصّوتيين المعروفين، مهمّ جدًّا، كذلك محاكاة بعض المعلّقين الصوتيين في أدائهم مهمّ جدًّا، فضلاً عن تطوير عمليّة التّنفّس السّليم التي هي مهمّة جدًّا للمعلّق الصّوتي، وتطوير النّطق، كما ينبغي الحرص على مخارج الحروف واللغة، ومراعاة اللهجات واللغات في الأداء.
(ماذا عن تجربتكم في التّعليق الصّوتيّ والبودكاست والتمثيل وصولاً إلى تحقيقكم للجوائز وآخرها جائزة mbc؟)
كما قلت لك، شغفي بالمايكروفون كان منذ الصغر، وكانت علاقتي بالمايكروفون وثيقة جدًّا، وكنت أقرأ بعض الأدعية مثل دعاء كميل بن زياد، في كلّ ليلة جمعة في أحد المجالس، بالإضافة إلى قراءتي لبعض أدعية الصّلوات في المساجد، وكنت مؤذّنًا في بعض المساجد، فالعلاقة بالمايكروفون علاقة وثيقة منذ الصّغر، لكن اكتشفت نفسي حين طُلب منّا أن نمثّل صوتيًّا في حفل الزّواج الجماعيّ، أمّا بالنّسبة لتجربة البودكاست فكان الفضول هو الدّافع والمحرّك، حين كانت ثورة البودكاستات في المملكة والعالم خلال العام 2015، ولم تكن النّاس تعلم عنها شيئًا فقرّرت خوض التّجربة، ولا أُنكر فضل أندية التوستماسترز التي علّمتني كيفيّة النّطق والتّلوين الصّوتيّ والخطابة، بعدها تابعت في تدريب التّعليق الصّوتيّ والمشاركة في بعض المسابقات، ومنها مسابقة mbc التي كانت تشمل مجالات عدّة كالموسيقى والتّمثيل والتّعليق الصّوتيّ والتّقديم الإذاعيّ وغيرها، وقد اشتركت في التّعليق الصّوتيّ وانتقلت حسب المراحل من تبوك إلى الرياض للنصف النهائي ثم إلى الرياض أيضًا للنهائيّ، بمقاطع ليست خاصّة فقط بالتّعليق الصوتيّ، بل بالدوبلاج أيضًا، وجرى تصنيفي في مجال الدوبلاج وهو مجال ترجمة الصّورة أو مجارة الصّورة بالصّوت، وحصلت على المركز الأوّل بعد منافسة مع مجموعة كبيرة من المدبلجين الصوتيين المحترفين، وبحمد الله حصلت في العام 2022 على المركز الأوّل على مستوى المملكة كأفضل مدبلج في مسابقة الرّحلة الإبداعيّة التي ترعاها mbc academy
(كيف ترى حال فنّ التّعليق الصّوتيّ في القطيف؟ هل هناك اهتمام به بشكل عامّ؟ وهل هناك مشاريع بودكاستات يمكن الإضاءة عليها؟)
لكي أكون واقعيًّا، الواقع مؤسف، فهناك قلّة قليلة جدًّا من المهتمّين في منطقة القطيف بالتّعليق الصّوتيّ، ويمكن أن أؤكّد على ذلك من خلال المتدرّبين الذي يشاركون في الورشات التي أنظّمها أو أشارك فيها، ويمكنك أن تعدّ على الأصابع، الذين استطاعوا أن يكونوا معلّقين صوتيين، طبعًا البعض منهم لا يزال متابعًا مثابرًا، وبعضهم افتتح بودكاست خاصًّا به، لكنّ الاهتمام بشكل عامّ ليس كبيرًا، حتّى أنّ المعاهد في القطيف لا تولي التّعليق الصّوتيّ اهتمامًا، بينما العكس تمامًا في معاهد الرّياض والدّمّام وجدّة والأحساء، وليس ذلك إلّا لأنّ المنظور الأوّل بالنّسبة إليها هو المنظور المادّي، علمًا بأنّه يمكن بالتّسويق الصّحيح تحصيل مردود ماديّ لا بأس به، فالتّجارب في القطيف عشوائيّة مع كثير من الأخطاء.
أمّا بالنّسبة للبودكاستات فالبعض منها انطلق وتوقّف مع الأسف رغم أنّ محتواها كان مفيدًا، ولو استمرّت لكان لها صدى واسع، ويمكن القول إنّ بودكاست "صباحو" هو المستمرّ منذ العام 2015، وقد بدأت مؤخّرًا بعض البودكاستات بالظّهور، وأنا أتمنّى أن تستمرّ، ومستعدّ للمساعدة.
(ما هو دور التّعليق الصّوتيّ وأثره في رثاء الإمام الحسين عليه السّلام؟)
التّعليق الصّوتيّ في عاشوراء عنصر مهمّ جدًّا، لذلك نجد بأن التمثيليّات وبعض الإنتاجات الصّوتيّة لبعض الرّاواديد يكون المعلّق الصّوتيّ مقدّمًا فيها، فعلى سبيل المثال أخي وصديقي العزيز ميثم توفيق كان المعلّق الصّوتيّ لإصدار باسم الكربلائيّ لهذا العامّ، وأنا قدّمت بعض الأعمال الصّوتيّة خلال السّنوات الماضية، وبعض الأعمال التّمثيليّة في منطقة القطيف ومنطقة الأحساء، فنعم، التّعليق الصّوتي له دور كبير جدًّا في مصيبة عاشوراء، ولا يمكن الاستغناء عنه أبدًا.
(ما هي كلمتكم الأخيرة للعاملين في مجال التّعليق الصّوتيّ، وللّذين يسعون إلى دخول عالمه؟)
إلى الذين يريدون الدّخول في مجال التّعليق الصّوتيّ، يمكن أن أقول إنّه مجال واسع جدًّا، وكبير جدًّا، وهو يحتاج إلى تدريب طويل وجادّ، حتّى يصبح المرء معلّقًا صوتيًّا محترفًا، لكن للأسف، يكون البعض على عجلة من أمرهم، فيملّون أو يتوقّفون، ويسجّل البعض أعمالًا ضعيفة فيلقى ردود فعل قاسية وهكذا.
مجال التّعليق الصّوتيّ مفتوح للجميع، ذكرًا وأنثى وأطفالاً، لكلّ مَن يمتلك خامة رفيعة أو عميقة أو مبحوحة، والعبرة بالنّهاية للأداء الذي يكون بالدّورات التّدريبيّة والاستماع ومواصلة التّدريب، والسوق يحتاج إلى معلّقين صوتيين، والمجال واسع فاستغلّوا هذه الفرصة، في تنمية المهارات، هذا فضلاً عن أنّه مجال ممتع ويمكن من خلاله توثيق العلاقات مع الشّخصيّات والشّركات، ويمكن أيضًا أن يكون سببًا في مستقبل باهر.
أنا لست معلّقًا صوتيًّا فقط، أنا مقدّم لبرنامج تلفزيوني رمضاني موجود على اليوتوب "أمّة حكواتي" وهو عبارة عن مجموعة حكايات رمضانية جميلة فيها حكمة ورسالة، المجال جميل جدًّا، وأنصح من عنده الشّغف بالاهتمام به، والدّورات التّدريبيّة موجودة، ولكن عليهم اختيار المدرّب الصّحيح.
ــــــــــــــــــــــــــــــ
تجدر الإشارة إلى أنّ الكاتب والمدرب والمعلق الصوتي أحمد آل قريش، أصدر مؤخّرًا هما: كتابين جديدين هما ”It's Okay, Friend“ و”Exploring Planets In A Fun Way“، وذلك بعد جهد جهيد، وعمل دؤوب. الكتاب الأول هو ترجمة للإنجليزية لكتابه "لا بأس يا صديقي"، الذي يضمّ بين دفّتيه 30 رسالة إيجابيّة، مدعّمة بتقنية المسح الضّوئيّ للاستماع إلى تفاصيل كلّ رسالة، مضافًا إليها مجموعة من التّمارين، وفرصة للتّفاعل مع الكاتب من خلال بودكاست يحمل الاسم نفسه.
وقد أنجز الكتاب دون طباعته، وذلك عن طريق موقع أمازون بمسمّى print on demand إذ قام بتصميمه وإرساله إلى أمازون، التي تقوم بدورها بطباعته حسب الطلب.
أما الكتاب الثّاني ”Exploring Planets In A Fun Way“ فهو كتاب خاصّ بالأطفال، يحاول فيه آل قريش أن يقدّم بشكل مبسّط وواضح وجاذب معلومات حول المجموعة الشمسية، بالإضافة إلى صور وأسئلة وتمارين، وقد جرى كذلك تصميمه ونشره عبر أمازون.
الشيخ ناصر مكارم الشيرازي
الشيخ محمد هادي معرفة
السيد محمد حسين الطبطبائي
عدنان الحاجي
الشيخ جعفر السبحاني
الأستاذ عبد الوهاب حسين
السيد محمد باقر الحكيم
السيد محمد حسين الطهراني
السيد عباس نور الدين
الشيخ فوزي آل سيف
الشيخ علي الجشي
حسين حسن آل جامع
عبد الوهّاب أبو زيد
ناجي حرابة
فريد عبد الله النمر
جاسم بن محمد بن عساكر
أحمد الماجد
عبدالله طاهر المعيبد
ياسر آل غريب
زهراء الشوكان