ولادته
أبو الفضل محمد بن الحسين، المؤرخ الفارسي المشهور، ولد في حارث آباد، قرية من قرى بيهق سبزوار حالياً .
دراسته
وتوجه في سن مبكرة إلى نيسابور لتلقي العلم، ودرس العربية والحديث والتاريخ. وكان أبو عبد الرحمن السُّلمي أحد أساتذته الذين يروي عنهم، كما روى عن أبي منصور الثعالبي، وأبي الريحان البيروني، ومحمود الورَّاق. ومع جهل أساتذته الذين درس عليهم غير من ذكر، فإن البيهقي استطاع أن يثقف نفسه بنفسه كما يظهر ذلك جلياً في تاريخه الذي تركه لنا.
عمله
التحق بديوان الغزنويين 412هـ، وعمل مع الكاتب أبي نصر بن مشكان رئيس ديوان الرسائل. ويذكر البيهقي أن أبا نصر كان يكتب الرسائل ويعرضها على السلطان ثم يطلب إليه أن يعيد كتابتها ونسخها، وحينما توفي أستاذه الذي كان قد عمل معه 19عاماً، طمح أن يرتقي إلى رئاسة الديوان، ولكنه كان صغير السن في نظر السلطان، ويحتاج إلى ممارسة كما ذكر هو نفسه في تاريخه، فلازم رئيس الديوان الجديد أبا سهل الزوزني الذي أراد أن يمحي كل ما تركه المحموديون من آثار، ولأن البيهقي كان صورة من أبي نصر بن مشكان والسلطان محمود بن سبكتكين، بدأ التنافر والمشاحنة بينهما، وبلغت حداً دفعت البيهقي إلى أن يشكوه إلى السلطان مسعود، ويقدم استقالته، لكن السلطان رفضها، ونبه الزوزني على أن معاونه ليس تلميذاً له بل كان كاتباً لوالده، وعليه رعايته، مما جعل البيهقي يستمر في عمله ويزداد قوة وتصميماً على مواصلة طموحه، وقد حفظ البيهقي حق زمالة الزوزني بعد وفاته وقال: "سأشهد له يوم القيامة بأنه لم يكن سيئاً في معتقده وأخلاقه".
في عهد السلطان عبد الرشيد (440-443هـ) صار البيهقي رئيساً لديوان الرسائل، ولكنه عزل بعد فترة وجيزة وصودرت أملاكه ولزم داره حتى استولى طغرل برار سنة 443هـ على السلطة، فسجنه في قلعة مع عدد من رجال البلاط الموقوفين، وحينما خرج من السجن كان قد أصابه الوهن فترك كل شيء وتفرغ للكتابة حتى نهاية عمره.
مؤلفه الشهير
ألف البيهقي كتابه الشهير في التاريخ المعروف باسم "جامع التواريخ"، وهو في ثلاثين مجلداً، ويبدأ من أول أيام سبكتكين 366هـ حتى الأيام الأولى من عصر السلطان إبراهيم بن ناصر دين الله 451هـ. وقد رأى ابن فندق (من مؤرخي القرن السادس) عدة مجلدات منه في مكتبات مختلفة في مدينة سرخس وفي مكتبة مهدي عراق، ومجلدات أخرى متفرقة عند أشخاص آخرين، وهذا يعني أن الكتاب كانت مجلداته موزعة في عصر السلجوقيين في القرن السادس وأن قسماً منها كان قد فُقد. لم يبق من هذا الكتاب إلا ستة مجلدات (5-10) متعلقة بالسلطان مسعود وهي المعروفة باسم "تاريخ البيهقي" أو "تاريخ الناصري" نسبة إلى السلطان مسعود، كما أن بعض المؤرخين الذين جاؤوا بعده كالجوزجاني وحافظ أبرو، حفظوا نصوصاً من الأجزاء الأخرى المفقودة.
استفاد البيهقي كثيراً من تاريخ محمود الوراق، فيما يتعلق بالأحداث التي سبقت سنة 409هـ، وهي السنة التي ينتهي فيها الوراق من تاريخه، وقد أثنى البيهقي كثيراً على محمود الوراق ووصفه بالثقة، وأنه رأى كتبه الخمسة عشر وهي في موضوعات شتى، كما نقل أيضاً من كتاب البيروني فيما يتعلق بسقوط الدولة الخوارزمية ونهاية أبي العباس المأمون خوارزم شاه على يد محمود بن سبكتكين، واسم كتابه "المسامرة في أخبار خوارزم"، وكان أبو الريحان قد خدم السلطان خوارزم شاه سبع سنين، وفي هذه الفصلة معلومات قيمة عن هذه الدولة ونهايتها، ولكن قيمة كتاب البيهقي تعتمد أساساً على الوثائق السياسية التي كان يحررها للسلطان، ويحتفظ منها لنفسه بنسخة، وقيمة هذه الوثائق أكبر بكثير من قيمة الروايات التاريخية التي تخضع للنقد، فهي تعطي صورة للسياسة الخارجية من خلال الرسائل المتبادلة بين السلطان وجيرانه، والسلطان والخليفة ببغداد، وكذلك تقدم صورة للحياة السياسية الداخلية، والتنافس الشديد بين رجالات القصر.
إضافة إلى تراثه التاريخي الضخم الذي لم يصل منه إلا ما يتعلق بمسعود الغزنوي، هناك أوراق متفرقة من كتابه "زينة الكتاب" وهي نسخة محفوظة في مكتبة ملك بطهران، وقد ذكر مؤلف آثار الوزراء كتاباً آخر للبيهقي سماه "مقامات أبو نصري موشكان"، ويعتقد أنه جزء من تاريخه الكبير.
الشيخ عبدالهادي الفضلي
السيد محمد باقر الصدر
الأستاذ عبد الوهاب حسين
السيد محمد باقر الحكيم
السيد محمد حسين الطهراني
السيد محمد حسين الطبطبائي
عدنان الحاجي
محمود حيدر
الشيخ فوزي آل سيف
الشيخ حسين مظاهري
عبد الوهّاب أبو زيد
الشيخ علي الجشي
حسين حسن آل جامع
ناجي حرابة
فريد عبد الله النمر
جاسم بن محمد بن عساكر
أحمد الماجد
عبدالله طاهر المعيبد
ياسر آل غريب
زهراء الشوكان
مقدّمات البحث
تأبين الشّيخ الحبيل للكاتب الشّيخ عباس البريهي
حاجتنا إلى النظام الإسلامي خاصّة
القرآن يأسر القلب والعقل
الشيخ عبدالكريم الحبيل: القلب السليم في القرآن الكريم (3)
تقييم العلمانية في العالم الإسلامي
ضرورة الإمامة
دلالة آية «وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسانِ مِنْ طِينٍ»
العلاقة الجدلية بين التدين والفهم
الأجر الأخروي: غاية المجتمع