الشيخ ناصر مكارم الشيرازي
العبادة کما يقول أهل اللغة هي الخشوع والخشية.
لکنه تعريف بالأعم لأن العبادة مختصة بالله تعالى وإن کان کذلك لحرم الخضوع لغير الله وکل من کان کذلك خرج من حلقة الموحدين.
في حين أن الله تعالی أخبرنا بخشوع الملائکة لآدم ويعقوب وأبنائه ليوسف بل أنه تعالی مجّد الملائکة لسجدتهم لآدم: ﴿ فَسَجَدَ الْمَلآئِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ ﴾ 1 و ﴿ وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّواْ لَهُ سُجَّدًا ... ﴾ 2 .
وعاتب إبليس لعصيانه عن السجود لآدم ﴿ قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا لَكَ أَلاَّ تَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ ﴾ 3 .
وعندما أجاب أنه لا يسجد لمن خلقه الله من طين خاطبه الله تعالی بـ﴿ ... فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ ﴾ 4 .
فحصل من کل ذلك أن الخشوع باللسان کان أم بالعمل واللسان لا يعتبر عبادة.
فيجب أن نحصل علی قاعدة کلية للتمييز بين العبادة والخشوع .
فنقول إن العبادة تتحقق بشيئين :
1 . الخضوع باللسان والعمل .
2 . الاعتقاد بالله يخضع ويخشع له وبأن التقدير العابد بيده کله سواء کان المعتقَد به حقًّا، کما هو في الله تعالی، أم لا. فإن لم يکن کذلك فلا يعتبر عبادة.
فالموحدون والمشرکون جميعهم يعتقدون بالمعبود اعتقادًا خاصًّا يختلف مع الخضوع العادي .
ــــــــــــــــــــــــ
1. القرآن الكريم : سورة الحجر ( 15 ) ، الآية : 30 ، الصفحة : 263 .
2. القرآن الكريم : سورة يوسف ( 12 ) ، الآية : 100 ، الصفحة : 247 .
3. القرآن الكريم : سورة الحجر ( 15 ) ، الآية : 32 ، الصفحة : 264 .
4. القرآن الكريم : سورة الحجر ( 15 ) ، الآية : 34 ، الصفحة : 264 .
محمود حيدر
السيد محمد حسين الطبطبائي
السيد محمد باقر الحكيم
السيد محمد حسين الطهراني
الشيخ فوزي آل سيف
الشيخ حسين مظاهري
الشيخ عبدالهادي الفضلي
الشيخ محمد صنقور
السيد محمد باقر الصدر
الشيخ ناصر مكارم الشيرازي
عبد الوهّاب أبو زيد
الشيخ علي الجشي
حسين حسن آل جامع
ناجي حرابة
فريد عبد الله النمر
جاسم بن محمد بن عساكر
أحمد الماجد
عبدالله طاهر المعيبد
ياسر آل غريب
زهراء الشوكان