مقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
الشيخ عبد الله الجوادي الآملي
عن الكاتب :
فيلسوف، مفسر وعالم دين إسلامي و مرجع شيعي، مؤسس مؤسسة الإسراء للبحوث في في مدينة قم الإيرانية

(الغفلة) أوّل موانع السّير والسّلوك إلى الله تعالى

عُدَّتْ "الغفلة" في فنّ الأخلاق بعنوان "المانع"، وعُدّتْ "اليقظة" بعنوان الشرط اللازم لتهذيب النفس والسير والسلوك.

 

إنّ المقدّمة الواجبة للسير والسلوك هي أن يعلم الإنسان أنّه ناقص ويجب عليه أن يُصبح كاملاً، وأن يعلم أنّه مسافرٌ وبحاجة إلى الزاد والراحلة والدليل.

 

وبديهي أنّ المرء لو كان غافلاً ولم يعلم أنّه مسافر لبقي في محلّه، كما قال مصلح الدين السعدي: "الحرم في الأمام واللصّ في الخلف، فإنْ سافرتَ فُزتَ، وإن نمتَ مُتَّ".

 

فمن كان مسافراً ولا يعلم أنّه مسافر وأنّ في الطرق لصّاً وسارقاً، لو نام لابتلى بسرقة اللصوص يقيناً، ولو لم ينم وتحرّك وصل إلى المقصد.

 

صرّح الشيطان بأنّه في المرصد: {لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ} (الأعراف: 16) (المقصود أن الشيطان هو لص الطريق) ...

 

وكيف كان، فإنّ من لم يعلم أنّه ناقصٌ ويلزم أن يكمّله كامل، أو لم يعلم أنّه محتاجٌ ويلزم أن يرفع غنيٌ حاجته، أو لم يعلم أنّه مسافرٌ ويجب عليه أن يتحرّك، فهو في نومٍ وليس له من الأخلاق سهمٌ، ويموت في حالة نومه، وفي تلك الحالة يأخذونه إلى ما لا يُريد...

 

وورد في المناجاة الشعبانيّة أيضاً في نوم الغفلة: "إِلَهِي لَمْ يَكُنْ لِي حَوْلٌ فَأَنْتَقِلَ بِهِ عَنْ مَعْصِيَتِكَ إِلاَّ فِي وَقْتٍ أَيْقَظْتَنِي لِمَحَبَّتِكَ"، ولكن يجب لهذه اليقظة الجدّ والسعي.

 

إنّ صوت الأنبياء لو بلغ أحداً أيقظه وإن كان نائماً، وبعث الأنبياء كي يوقظوا النيام من الناس، ولكن إذا كان نوم أحد ثقيلاً فلا يوقظ مثله صوتٌ حتّى صوت الأنبياء، ولهذا قال الذات الأقدس الإلهي للرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله): {وَمَا أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ}.

 

ومعناه: أنّ من يكون ميتاً أو نائماً لا يسمع كلامك حتّى يحيي أو يستيقظ.

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد