الشيخ حسين المصطفى ..
حينما قال السيد المسيح كلمته البليغة، وحكمته الأبدية، في قاموس كرامة الإنسان: "ليسَ بِالخُبزِ وَحدَه يَحيْا الإِنْسان بل بِكُلِّ كَلِمَةٍ تَخرُجُ مِن فَمِ الله".. جاءت لترسخ منهجاً قائماً بالعدالة والمساواة في الحقوق والواجبات بين البشر عموماً، وبين أبناء الوطن الواحد بوجه خاص؛ لأنَّ العدالة هي الأهم لحياته وبقائه.
وهنا يتجلى استحضار قول جبران خليل جبران:
"ويل لأمة تكثر فيها المذاهب والطوائف وتخلو من الدين، ويل لأمة تلبس مما لا تنسج، وتأكل مما لا تزرع، وتشرب مما لا تعصر، ويل لأمة تحسب المستبد بطلاً، وترى الفاتح المذل رحيماً، ويل لأمة لا ترفع صوتها إلا إذا مشت بجنازة، ولا تفخر إلا بالخراب ولا تثور إلا وعنقها بين السيف والنطع. ويلٌ لأمة سائسها ثعلب، وفيلسوفها مشعوذ، وفنها فن الترقيع والتقليد".
ولكننا في كلِّ يأس يمر بنا، تفتح لنا بارقة أمل جديدة، فلا نردد ما قاله الشاعر القروي رشيد سليم الخوري حينما قال: "سلام على كفر يوحد بيننا".
بل إننا نعلنها في ميلاد سيدنا المسيح: "سلام على حب يوحد بيننا".
إذن، نحن ننشدُّ إلى المحبة كطريق..
وننشدُّ إلى المحبة كهدف..
وثمرة المحبة أنها لا تأتي بالسعادة دائماً. بل في عمقها تتلاحق الابتلاءات، وبمقدار هذه الابتلاءات تتجذر المحبة في علاقة وحدانية، وجداناً وعقلاً وقانوناً.
إنَّ المحبة كنز يفتش عنه كل البشر في هذا الوجود، بل به سينقشع الكنز، وسيتراءى لكل واحد منا تلك الكينونة بأفرعها المتعددة، والمترتبة على طبيعة التصورات أو المفاهيم والقوانين العلمية..
فعلينا أن ننظر دوماً إلى الجانب المشرق والمضيء في شخصيتنا وشخصية الآخر، وأن نكتشف العناصر الإيجابية في شخصيتنا وشخصيات الآخرين، بدل أن نفتش على المعايب، ونحدِّق في السلبيات ونعمل على تضخيمها.
وهذا ما أكدَّه السيد المسيح، عندما مرَّ مع الحواريين على جيفة كلب فقال الحواريون: ما أنتن ريح هذا الكلب!
فقال المسيح: "ما أشدّ بياض أسنانه".
يريدنا دين الحب أن نحمل الآخر على المراد بالأحسن، وهو بذلك لا يريدنا أن نبني شخصيتنا بناءً ساذجاً، تفقد معها فطنتك وكياستك، بل يهدف إلى إزالة عوامل التوتر الداخلي، وخلق مناخات الثقة بين البشر؛ لأنَّ سوء الظن إذا ما فتك بأي مجتمع؛ فإنه يفكك عرى الأخوة، ويضعف المناعة الداخلية بما يهدد بانهيار المجتمع برمته.
وقالها الإمام علي في حكمة بليغة: "احْصُدِ الشَّرَّ مِنْ صَدْرِ غَيْرِكَ بِقَلْعِهِ مِنْ صَدْرِكَ".
فكما مسَّ المسيح بيديه المرض ليشفي الأبرص والأكمه، ويعيد الموتى إلى الحياة.. كذلك فعل الشيء نفسه حينما سار مع الناس يتفاعل معهم، وينشر رسالة محبة الله وسلامه بينهم؛ ليبعث من خلال ذلك الحياة في إنسان جديد ومجتمع جديد.
هذا هو المسيح بكل تجلياته ومحبته:
إنه رسول الله وكلمته..
إنه آية للناس في كل وجوده..
إنه العطاء المتجدد روحاً وأخلاقاً وتوحيداً..
إنه الدال على كل معاني المحبة والرحمة والعدالة..
السيد محمد حسين الطبطبائي
عدنان الحاجي
محمود حيدر
السيد محمد باقر الحكيم
السيد محمد حسين الطهراني
الشيخ فوزي آل سيف
الشيخ حسين مظاهري
الشيخ عبدالهادي الفضلي
الشيخ محمد صنقور
السيد محمد باقر الصدر
عبد الوهّاب أبو زيد
الشيخ علي الجشي
حسين حسن آل جامع
ناجي حرابة
فريد عبد الله النمر
جاسم بن محمد بن عساكر
أحمد الماجد
عبدالله طاهر المعيبد
ياسر آل غريب
زهراء الشوكان
العلاقة الجدلية بين التدين والفهم
الأجر الأخروي: غاية المجتمع
أمسية للشّاعرة فاطمة المسكين بعنوان: (تأمّلات في مفهوم الجمال بين الشّعر والفلسفةِ)
العظات والعبر في نملة سليمان
الكوّاي تدشّن إصدارها القصصيّ السّادس (عملاق في منزلنا)
اكتشاف أقدم أبجديّة معروفة في مدينة سوريّة قديمة
محاضرة للمهندس العلي حول الأنماط الحياتيّة من التّراث الدّينيّ
المعنى في دُنُوِّهِ وتعاليه (2)
الأمّة المستخلفة
المعنى في دُنُوِّهِ وتعاليه (1)