مقالات

فاطمة الزهراء معجزة الإسلام

 

الإمام الخامنئي (دام ظله) .. 

إنها لمعجزة الإسلام، وإنها فاطمة الزهراء (سلام الله عليها) التي نالت مقاماً رفيعاً وباتت سيدة نساء العالمين رغم سنوات عمرها القصيرة، وفاقت جميع النساء عظمة وقدسية في تاريخ الإنسانية.
فما هي تلك الطاقة، وما هي تلك القوة الباطنية العميقة التي استطاعت خلال مدة قصيرة أن تجعل من هذا الإنسان محيطاً لا حدود له من المعرفة والعبودية والقداسة والكمال المعنوي؟ 
إنّ هذه بحد ذاتها هي معجزة الإسلام.
فاطمة الزهراء دوحة الخير والعطاء النبوي لآل البيت (ع)
وأما البُعد الآخر، فهو النسل المبارك لهذه السيدة العظيمة، الذي يعتبر مصداقاً حقيقياً لانطباق سورة الكوثر على فاطمة الزهراء (سلام الله عليها)؛ حتى وإن لم تأت الإشارة لذلك في آثارنا ومؤلّفاتنا الحديثة. فكل هذا الخير العميم والبركات المستفيضة هي من أفضال الدوحة النبوية وأئمة الهدى (عليهم السلام) فهم خير كوثر وعطاء. 
إنّ العالم زاخر بالأنغام الفردية والاجتماعية والدنيوية والأخروية الشيّقة التي جادت بها تلك الحناجر الطاهرة، من الحسين بن علي، وزينب الكبرى، والإمام الحسن المجتبى، والإمام الصادق، والإمام السجاد، وجميع الأئمة الأطهار.
إنّ كلمات ودروس ومعارف أولئك العظماء كانت مصابيح ساطعة في عالم المعرفة والقيم المعنوية وعلى طريق الهداية، فهؤلاء هم نسل فاطمة الزهراء.
إننا نحمد الله كثيراً على هذه النعمة السابغة، وهي نعمة ولاية فاطمة الزهراء والصدّيقة الكبرى (سلام الله عليها) وهو ما نطقت به بعض القصائد التي أُلقيت في هذا الحفل*. 
فلنحمد الله على أننا عرفناها، ونشكره على تعلّقنا بأذيال عنايتها الطاهرة، ونحمده تعالى على أن جعلنا ندرك قيمة نعمة وجودها عليها السلام، فتوسلنا بها، واستلهمنا المعرفة من نبعها العذب، وأحببناها بكل ما أوتينا من عمق المشاعر والعاطفة.
إنها نِعَمُ الله العظمى، وعلينا أن نحفظها ونرعاها.

ــــــــــــــــــــــــ
* كلمة الإمام الخامنئي في جمع من الشعراء ومداحي أهل البيت عليهم السلام.الزمان: 14/4/1386هـ. ش ـ 20/6/1428هـ.ق ـ 5/7/2007م.

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد