مقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
الشيخ علي رضا بناهيان
عن الكاتب :
ولد في عام 1965م. في مدينة طهران وكان والده من العلماء والمبلغين الناجحين في طهران. بدأ بدراسة الدروس الحوزوية منذ السنة الدراسية الأولى من مرحلة المتوسطة (1977م.) ثم استمرّ بالدراسة في الحوزة العلمية في قم المقدسة في عام 1983م. وبعد إكمال دروس السطح، حضر لمدّة إثنتي عشرة سنة في دروس بحث الخارج لآيات الله العظام وحيد الخراساني وجوادي آملي والسيد محمد كاظم الحائري وكذلك سماحة السيد القائد الإمام الخامنئي. يمارس التبليغ والتدريس في الحوزة والجامعة وكذلك التحقيق والتأليف في العلوم الإسلامية.

أهمّ المهارات المعنوية


الشيخ علي رضا بناهيان

بعد أن عيّنتُ الهدف على ماذا عليَّ أن أكثّف تركيزي؟
أريد المُضي إلى الأمام لا أريد لأيّ من حسناتي أن تكون دون جدوى فلنعمل على أن يوصلنا الحدّ الأدنى من حسناتنا إلى الهدف وأن يكتبوا لنا حسناتٍ ليست عندنا أريد يا أحبتي أن أبوح بسر: أن لا يكون لنا عمل بلا جدوى وماذا؟ ولا علم دون فائدة وأن يُثمِر إيمانُنا وأن تكون محبّتنا في محلها أريد المُضي إلى الأمام لا أريد لأيّ من حسناتي أن تكون دون جدوى أهمّ المهارات المعنوية "للعلم"، "والإيمان"، "والمحبّة" حلقةٌ تربطهم "بالعمل" السيطرة على هذه الحلقة الرابطة والاهتمام بها يجعل العلم والإيمان والمحبّة، وكذا العمل، مُثمراً بل حتى إذا لم تأت بالعمل فوجود هذه الحلقة بحد ذاته سيُزوّدك بفوائد الأعمال حتى من دون عمل وفي هذه الحلقة يحصل شيء آخر فهي نفسها تُنَمّي العِلم، وتضاعف الإيمان، وتزيد المحبّة أيضاً وهذه الحلقة تهيّئ لك إمكانيّة العمل من جهة وتجعل عملك سالماً ومُنتِجاً من جهة إنّها الحلقة المفقودة في حياتنا وإبليس الرجيم اللعين الدنيء، عدوُّنا، يذيقنا دوماً التعاسة بسبب هذه الحلقة كيف؟
بالغفلة برأيي عليكم أن تشرعوا الآن بالتمرّن إنّها أبرز مهارة معنوية ينبغي لكل إنسان أن يحوز عليها إذا أخبرتكُم بجواب هذا السؤال فلا تقولوا سهل أجل هو سهل والإنسان دائماً ما يشقى جرّاء غفلته عن الأمور السهلة أتتصوّرون أن المرء يذهب إلى النار لصعوبة الدين؟
إذن لماذا أسمَوا يوم القيامة "بيوم الحسرة"؟! الناس سيتحسّرون في ذلك اليوم فإنّكم أيها الحاضرون هنا جميعاً، وأنتم في منتهى الصلاح وأنا الشقيّ التعيس الأقلّ منكم جميعاً سنتحسّر ونوبّخ أنفسنا يوم القيامة أن: لماذا لم نصبح كالشيخ بهجت(ره) وكنّا نستطيع ذلك؟ لماذا؟
لأننا سنعرف أن هذا سهل وأريد أن أدلكم على هذه الطريق السهلة الحلقة المفقودة هذه هي "النيّة" نيّةُ "قربةً إلى الله" نيّة أنني أفعل كذا لأتقرّب يا إلهي إليك إلهي، أريد أن أتقرّب إليك، أفعل هذا الفعل لهذا الغرض النيّة لا تفعل الخير هكذا، فلا جدوى منه لأنك ستصبح قابيل، وتقتل هابيل! ستكون من الدناءة بفعلك هذا الخير ما يؤهّلك لقتل هابيل! اجعل لكل فعل لك نيّة تعلَّم قول: "إلهي، من أجلك" مشكلتك ليست ارتكاب المعاصي مشكلتك هي فِعلُك الخير دون أن تقول: "إلهي من أجلك!" الله: أريد منك النيّة. ـ إذن لا تريد العمل؟ ـ أريد العمل من أجل صدق نيّتك. ـ
فماذا لو نويتُ ولم أقدر على العمل؟ ـ أقبلُها منك.. أريد منك النيّة. يا رفاق، هل النيّة صعبة؟ هل هي صعبة؟ أوَتريد القول يوم القيامة: لم أستطع أن أنوي؟ تمرّ أمام دار نصف معمَّرة، سنوات ولم يستطع صاحبها إكمالها فتقول: "إلهي، ليت عندي مالاً فأعمرها له"، هل هذا صعب؟! هل باطنُك ملوّث إلى هذا الحد؟ ما الذي طلب الله منّا؟ بالله عليك، ما الذي طلب الله منا؟ في الخبر: «مَنْ أَرَادَ شَيْئاً مِنْ‏ قِيَامِ‏ اللَّيْلِ‏ فَغَلَبَتْهُ‏ عَيْنُهُ (النوم) حَتَّى يُصْبِحَ كَانَ يَوْمهُ صَدَقَة» هل النية صعبة؟! هذا الجزء من الوجود تم تجاهله بل غير موجود، غير موجود أصلاً لماذا لا تنوي؟!
قسماً بالله إننا لتعساء إن لم نغتنم هذه الفرص! هاهنا مشكلتنا «يُحْشَرُ النَّاسُ عَلَى نِيَّاتِهِم» يوم القيامة يقال: ليقف الذين كانت نيّتهم كذا في هذه الجهة.. ليقف من كانت نيّاتهم نصرة الحسين(ع) في هذه الجهة فيُقتاد اُناسٌ، أيُّ اُناس! فيقال: هذا فلان، هذا.. لِمَ بقيتُ أنا؟! ـ لأنّك لم تنوِ ولا مرّة: يا حسين، روحي لك الفداء، والله لو كنتُ بكربلاء لَـ..! قال أحدهم لأمير المؤمنين(ع): «وَدِدْتُ أَنَّ أَخِي فُلاناً كَانَ شَاهِدَنَا» (قاتَلَ معنا)«فَقَالَ لَهُ(ع): أَهَوَى أَخِيكَ‏ مَعَنَا؟» هل قلبُه معي؟«فَقَالَ: نَعَم‏» جدّاً«قَالَ(ع): فَقَدْ شَهِدَنَا» ليس هو فحسب، بل «شَهِدَنَا فِي عَسْكَرِنَا هَذَا قَوْمٌ فِي أَصْلابِ الرِّجَالِ وَأَرْحَامِ النِّسَاءِ» فكل من سيسمع مستقبلاً بغربتي فيقول: "يا ليتني كنت معه لأنصره" رأيتُه اليوم في عسكري!
ما هي مشكلتنا مع النية؟ هي أننا لم نعوّد أنفسنا على الاستفادة من نيّة الخير«عَوِّدْ نَفْسَكَ حُسْنَ النِّيَّة» تنبّه يا عزيزي، علينا أن نعوّد أنفسنا على النية بشكل صحيح فابدأ بالنية خطوة خطوة وواظب عليها كي تتعوّد عليها شيئاً فشيئاً ستعرف الطريقة وهذا بحاجة إلى تعلُّم.

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد