مقالات

لا نُبوة بِلا إمامة


السيد منير الخباز

ورد عن الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء صلوات الله وسلامه عليها وعلى أبيها وبعلها وبنيها، في معاني الأخبار للشيخ الصدوق ص 354، وأمالي الشيخ الطوسي ص 374، أنّها   قالت لنساء المهاجرين والأنصار في مرضها الذي توفيت فيه:
وَيْحَهُمْ أَنَّى زَحْزَحُوهَا عَنْ رَوَاسِي الرِّسَالَةِ وَقَوَاعِدِ النُّبُوَّةِ وَمَهْبِطِ الْوَحْيِ الْأَمِينِ وَالطَّبِينِ بِأَمْرِ الدُّنْيَا وَالدِّينِ ﴿أَلَا ذَٰلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ﴾، وَمَا نَقَمُوا مِنْ‏ أَبِي‏ حَسَنٍ‏ نَقَمُوا وَاللَّهِ مِنْهُ نَكِيرَ سَيْفِهِ وَشِدَّةَ وَطْأَتِهِ وَنَكَالَ وَقْعَتِهِ وَتَنَمُّرَهُ فِي ذَاتِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ.
وراجع أيضًا دلائل الإمامة للطبري الإمامي ص126، وبلاغات النساء لابن أبي طيفور المتوفى 280 ص20، وكتاب الاحتجاج للطبرسي ج1 ص149، وشرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج16 ص234 وغيرها.
وفي هذه الكلمات الفاطمية الشريفة عدة مضامين:

المضمونُ الأول:
أنّ المعني بهذه الأوصاف هو أمير المؤمنين علي  ، وليس كما ذُكر في بعض الكتب أنّ المعني بيت النبوة.
فإن ظاهر السياق هو الحديث عن أمير المؤمنين  . ومقتضى ذلك أن أمير المؤمنين   هو المقصود بوصفه راسية الرسالة وقاعدة النبوة وهو مهبط الوحي الأمين وهو الطبين بأمر الدنيا والدين.
المضمونُ الثاني:
أنّ الزهراء صلوات الله وسلامه عليها أشارت في هذه الكلمات العظيمة إلى أنّ الإمامة أصلٌ من أصول الدين، وذلك بلحاظ مُقدمتين:
المقدمةُ الأولى:
قد ذُكر في علم الكلام أنه إذا كان ما هو أصل من أصول الدين مُعتمداً في ثبوته على أمر آخر، فذلك الأمر الآخر أيضًا من أصول الدين، فمثلًا ثبوت المعاد الذي هو أصل من أصول الدين معتمدٌ على الإيمان بعدل الله وحكمته، فمقتضى ذلك كون العدل والحكمة من أصول الدين. 
وهذا ما ينطبق على المقام، حيث أنّ ثبوت النبوة يعتمد على الإمامة بحيث لا يتصور نبوة بدون إمامة كما لا يتصور إمامة بدون نبوة، فمقتضى ذلك أن تكون الإمامة أصلاً من أصول الدين.
المقدمةُ الثانية:
كأن الزهراء   تستدل على كون الإمامة أصلاً من أصول الدين، بحيث تفتقر النبوة إليها بأنّ الإمامة هي قاعدة النبوة وراسية الرسالة، فلولا الإمامة لم يكن للنبوة قاعدة ولولاها لم يكن للرسالة راسية. فالإمام   قاعدة النبوة وراسية الرسالة، وذلك لأن النبوة تعتمد على الإمامة من كلتا الجهتين.. من جهة أنها قاعدة لها، ومن جهة أنها راسية لرسالتها.

الإمامةُ والوحي
أما من الجهة الأولى فإن النبوة مُتقومة بالوحي.
﴿قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَىٰ إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَٰهُكُمْ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ ۗ وَوَيْلٌ لِّلْمُشْرِكِينَ﴾ [فصلت: 6].
والهدف من إنزال الوحي وصوله للبشرية ولا يمكن أن يصل إلى المجتمع البشري وصولاً مضموناً بلا تحريف ولا زيادة ولا نقص، إلا إذا كانت هناك خزانة معصومة عن الخطأ هي التي تقوم بتلقي الوحي من وعاءه تنزيلاً وتفسيراً وتأويلاً، فتكون تلك الخزانة هي قاعدة النبوة. فالنبوة هي مَلقى الوحي ووعاؤه، والخزانة هي مستودعه تنزيلًا وتفسيراً وتأويلًا، وهي قلب الإمام وهذا ما أشار له القرآن الكريم:
﴿هُوَ الَّذِي أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ ۖ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ ۗ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ ۗ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا ۗ وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ﴾ [آل عمران: 7].
﴿بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ ۚ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا الظَّالِمُونَ﴾ [العنكبوت: 49].
﴿إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ فِي كِتَابٍ مَّكْنُونٍ * لَّا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ﴾ [الواقعة: 77 - 79].
﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُّوحِي إِلَيْهِمْ ۚ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ ۗ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ﴾ [النحل: 43 - 44].
وقد ورد عن الإمام الباقر  : نَحْنُ أهلُ الذِّكْرِ وَنَحْنُ الْمَسْؤُولُونَ. الكافي ج1 ص211 ح7.

ثباتُ الأرض بالإمام
وأما من الجهة الثانية وهي أنّ الإمامة راسية الرسالة، فكما أنّ القشرة الأرضية تعتمد في ثباتها وعدم تعرضها للإنزلاق والاختلال على رواسِ.
﴿وَأَلْقَىٰ فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِكُمْ وَأَنْهَارًا وَسُبُلًا لَّعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ﴾ [النحل: 15].
فكذلك تبليغ الرسالة إلى الأمة يفتقر إلى رواسِ تحفظ الرسالة، والإمامة هي راسية الرسالة، وإلا تعرّض تبليغ الرسالة إلى الانزلاق والاختلال. بلحاظ أنّ تبليغ الرسالة على واقعها إلى الأمة يحتاج دورين:
•  دور الإنذار ودور الهداية، والهداية تعني شرح الرسالة بدقائقها وتطبيقها على مواقعها تطبيقاً معصومياً مضموناً.
•  وحيث أن العُمر الاعتيادي للنبي   لا يفي بالقيام بهذين الدورين، كانت مهمة النبوة مرتكزة على الإمامة في تمهيد راسية الرسالة.

عليٌ مُستودعُ العلم
لذلك قال أمير المؤمنين  ، كما رواه المتّقي الهندي في كنز العمّال ج6 ص 392 قال: عن علي    قال: علّمني رسولُ الله   ألف باب، كلّ باب يفتح ألف باب.
وروى القندوزي الحنفي في ينابيع المودة ص 90: عن الأصبغ بن نباتة قال: سمعتُ أمير المؤمنين   يقول: إن رسول الله   علمني ألف باب، وكل باب منها يفتح ألف باب، فذلك ألف ألف باب، حتى علمت ما كان ما يكون إلى يوم القيامة، وعلّمت علم المنايا والبلايا وفصل الخطاب.
وورد عن النبي الأعظم  : أنا مدينة العلم وعلي بابها، فمن أراد العلم فليأت الباب. فيض القدير، ج 3: ص 46، كنز العمال، ج 5: ص 600.
وفي رواية عن جابر بن عبد الله قال: أخذ النبي صلى الله عليه وآله وسلم بعضد علي  ، وقال: هذا أمير البررة، وقاتل الكفرة، منصورٌ من نصره، مخذولٌ من خذله، ثم مد بها صوته، فقال: أنا مدينة العلم وعلي بابها، فمن أراد العلم فليأت الباب. البحار، ج 40: ص 206، الغدير، ج 6: ص 78، المستدرك، ج 3: ص 129، تاريخ بغداد، ج 2: ص 377.
وعنه، عن النبي  : أنا خزانة العلم وعلي مفتاحه، فمن أراد الخزانة فليأت المفتاح. البحار، ج 40: ص 200 و201.
وأشار لذلك القرآن الكريم في قوله تبارك وتعالى: ﴿وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِّن رَّبِّهِ ۗ إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرٌ ۖ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ﴾ [الرعد: 7].

المضمونُ الثالث:
وَمَهْبِطِ الْوَحْيِ الْأَمِينِ
وهذا التعبير يرشدنا الى أنّ لأمير المؤمنين   علقةً بالروح الأمين، ولا عجب في ذلك فإن المؤمن العادي كما يذكر القرآن الكريم مُسددٌ بالروح:
﴿لَّا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ ۚ أُولَٰئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ ۖ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ۚ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ۚ أُولَٰئِكَ حِزْبُ اللَّهِ ۚ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾ [المجادلة: 22].
وإذا كان سائر المؤمنين كذلك فكيف لا يكون أمير المؤمنين وسيد الوصيين صلوات الله وسلامه عليه وآله مؤيداً ومحفوفاً بالروح الأمين.
وكيف لا يكون كذلك وقد ورد عنه :
أَنَا وَضَعْتُ فِي الصِّغَرِ بِكَلَاكِلِ الْعَرَبِ وَكَسَرْتُ نَوَاجِمَ قُرُونِ رَبِيعَةَ وَمُضَرَ وَقَدْ عَلِمْتُمْ مَوْضِعِي مِنْ رَسُولِ اللَّهِ     بِالْقَرَابَةِ الْقَرِيبَةِ وَالْمَنْزِلَةِ الْخَصِيصَةِ وَضَعَنِي فِي حِجْرِهِ وَأَنَا وَلَدٌ يَضُمُّنِي إِلَى صَدْرِهِ وَيَكْنُفُنِي فِي فِرَاشِهِ وَيُمِسُّنِي جَسَدَهُ وَيُشِمُّنِي عَرْفَهُ وَكَانَ يَمْضَغُ الشَّيْ‏ءَ ثُمَّ يُلْقِمُنِيهِ وَمَا وَجَدَ لِي كَذْبَةً فِي قَوْلٍ وَلَا خَطْلَةً فِي فِعْلٍ وَلَقَدْ قَرَنَ اللَّهُ بِهِ     مِنْ لَدُنْ أَنْ كَانَ فَطِيماً أَعْظَمَ مَلَكٍ مِنْ مَلَائِكَتِهِ يَسْلُكُ بِهِ طَرِيقَ الْمَكَارِمِ وَمَحَاسِنَ أَخْلَاقِ الْعَالَمِ لَيْلَهُ وَنَهَارَهُ وَلَقَدْ كُنْتُ أَتَّبِعُهُ اتِّبَاعَ الْفَصِيلِ أَثَرَ أُمِّهِ يَرْفَعُ لِي فِي كُلِّ يَوْمٍ مِنْ أَخْلَاقِهِ عَلَماً وَيَأْمُرُنِي بِالِاقْتِدَاءِ بِهِ وَلَقَدْ كَانَ يُجَاوِرُ فِي كُلِّ سَنَةٍ بِحِرَاءَ فَأَرَاهُ وَلَا يَرَاهُ غَيْرِي وَلَمْ يَجْمَعْ بَيْتٌ وَاحِدٌ يَوْمَئِذٍ فِي الْإِسْلَامِ غَيْرَ رَسُولِ اللَّهِ    وَخَدِيجَةَ وَأَنَا ثَالِثُهُمَا أَرَى نُورَ الْوَحْيِ وَالرِّسَالَةِ وَأَشُمُّ رِيحَ النُّبُوَّةِ وَلَقَدْ سَمِعْتُ رَنَّةَ الشَّيْطَانِ حِينَ نَزَلَ الْوَحْيُ عَلَيْهِ  ، فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا هَذِهِ الرَّنَّةُ؟ فَقَالَ: هَذَا الشَّيْطَانُ قَدْ أَيِسَ مِنْ عِبَادَتِهِ إِنَّكَ تَسْمَعُ مَا أَسْمَعُ وَتَرَى مَا أَرَى إِلَّا أَنَّكَ لَسْتَ بِنَبِيٍّ وَلَكِنَّكَ لَوَزِيرٌ وَإِنَّكَ لَعَلَى خَيْرٍ...
راجع خطبته الطويلة المنقولة في كتاب نهج البلاغة، والمسماة بالقاصعة، برقم: 192.

المضمونُ الرابع:
الطَّبِينِ بِأَمْرِ الدُّنْيَا وَ الدِّينِ ﴿أَلَا ذَٰلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ﴾
الطبين.. وهو الحاذق الفطن العارف الخبير بأمور الدنيا والدين، وقد تضمنت هذه العبارة رداً من السيدة الصديقة الزهراء   على مزاعم القوم حيث قالوا إنّ علياً ليس أهلاً للخلافة، لكونه شاباً لا خبرة له بالأمور الإدارية والسياسية.
فاختار القوم غيره من الشيوخ الذين يملكون بزعمهم هذه الخبرة والمعرفة، فتصدّت   لرد هذا الزعم وأبانت، أن علياً   هو الطَّبِينِ والخبير بِأَمْرِ الدُّنْيَا وَالدِّينِ ، ثم قالت قوله تعالى ﴿أَلَا ذَٰلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ﴾ [الزمر: 15].
نعم فقد خسرت الأمة منذ ذلك اليوم إلى يوم خروج صاحب العصر والزمان عجل الله فرجه الشريف، معالم الدين الواقعي وتفاصيل التشريع الإلهي، حيث حرمت الأمة من منبعه الأصيل ومعدنه الأول، وهم أهل بيت النبوة والإمامة صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين.
ثم نبّهت   على أن السرَّ كلّ السرِّ في إبعاد علي   عن منصبه المَجعول له من قبل الله عز وجل، ليس هذه المزاعم التي ذكروها..
وإنما لأنه كما نقرأ في دعاء الندبة:
لا يُلْحَقُ في مَنْقَبَةٍ مِنْ مَناقِبِهِ، يَحْذُو حَذْوَ الرَّسُولِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِما وَآلِهِما، وَيُقاتِلُ عَلَى التَّأويلِ وَلا تَأخُذُهُ فِي اللهِ لَوْمَةُ لائِمٍ، قَدْ وَتَرَ فيهِ صَناديدَ الْعَرَبِ وَقَتَلَ أبْطالَهُمْ وَناوَشَ «ناهش» ذُؤْبانَهُمْ.
فَأوْدَعَ قُلُوبَهُمْ أحْقاداً بَدْرِيَّةً وَخَيْبَرِيَّةً وَحُنَيْنِيَّةً وَغَيْرَهُنَّ، فَأضَبَّتْ عَلى عَداوَتِهِ وَأكَبَّتْ عَلى مُنابَذَتِهِ، حَتّى قَتَلَ النّاكِثينَ وَالْقاسِطينَ وَالْمارِقينَ.

وقالت الصديقة الزهراء  :
وَمَا نَقَمُوا مِنْ‏ أَبِي‏ حَسَنٍ‏ نَقَمُوا وَاللَّهِ مِنْهُ نَكِيرَ سَيْفِهِ وَشِدَّةَ وَطْأَتِهِ وَنَكَالَ وَقْعَتِهِ وَتَنَمُّرَهُ فِي ذَاتِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ.
وهذه الكلمات النورية الفاطمية للزهراء صلوات الله عليها حقيقةٌ بالتأمُّل والتدبر في سائر تفاصيلها وسائر ما ورد فيها.
صلاةُ الإمام العسكري على جدته السيدة الزهراء عليهما السلام
وختام المسك في حديثنا تلاوة ما ورد في الصلاة عليها، فقد ذكر شيخ الطائفة الطوسي طاب ثراه في كتابه مصباح المتهجد وسلاح المتعبد ص 399: أخبرنا جماعة من أصحابنا عن أبي المفضل الشيباني قال: حدثنا أبو محمد عبدُ الله بن محمد العابد بالدالية لفظا، قال: سألت مولاي أبا محمد الحسن بن علي عليهما السلام في منزله بسر من رأى، سنة خمس وخمسين ومائتين أن يُملي عليّ من الصلاة على النبي وأوصيائه عليه و ، وأحضرتُ معي قرطاساً كثيراً فأملى عليّ لفظاً من غير كتاب...
اَللّهُمَّ صَلِّ عَلَى الصِّدّيقَةِ فاطِمَةَ الزَّكِيَّةِ حَبيبَةِ حَبيبِكَ وَنَبِيِّكَ، وَأمِّ أحِبّائِكَ وَاَصْفِيائِكَ، الَّتِى انْتَجَبْتَها وَفَضَّلْتَها وَاخْتَرْتَها عَلى نِساءِ الْعالَمينَ.
اَللّهُمَّ كُنِ الطّالِبَ لَها مِمَّنْ ظَلَمَها وَاسْتَخَفَّ بِحَقِّها، وَكُنِ الثّائِرَ اَللّهُمَّ بِدَمِ أوْلادِها، اَللّهُمَّ وَكَما جَعَلْتَها أمَّ أئِمَّةِ الْهُدى، وَحَليلَةَ صاحِبِ اللِّواءِ، وَالْكَريمَةَ عِنْدَ الْمَلاَءِ الأعْلى،  فَصَلِّ عَلَيْها وَعَلى أمِّها خدِيجَةِ الكُبْرى صَلاةً تُكْرِمُ بِها وَجْهَ أبيها مُحَمَّد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، وَتُقِرُّ بِها أعْيُنَ ذُرِّيَّتِها، وَأبْلِغْهُمْ عَنّي في هذِهِ السّاعَةِ أفْضَلَ التَّحِيَّةِ وَالسَّلامِ.

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد