مقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
الشيخ علي رضا بناهيان
عن الكاتب :
ولد في عام 1965م. في مدينة طهران وكان والده من العلماء والمبلغين الناجحين في طهران. بدأ بدراسة الدروس الحوزوية منذ السنة الدراسية الأولى من مرحلة المتوسطة (1977م.) ثم استمرّ بالدراسة في الحوزة العلمية في قم المقدسة في عام 1983م. وبعد إكمال دروس السطح، حضر لمدّة إثنتي عشرة سنة في دروس بحث الخارج لآيات الله العظام وحيد الخراساني وجوادي آملي والسيد محمد كاظم الحائري وكذلك سماحة السيد القائد الإمام الخامنئي. يمارس التبليغ والتدريس في الحوزة والجامعة وكذلك التحقيق والتأليف في العلوم الإسلامية.

كن واثقاً من رأفتي

 

الشيخ علي رضا بناهيان
يكره الله من يمرّ من رأفته غيرَ مكتَرِث كن واثقًا من رأفتي مثلًا قال في هذه الآية من القرآن: (ادْعُوني‏ أَسْتَجِبْ لَكُم‏) فإنها مرأىً من الرأفة أليس كذلك؟ 
اسألوني كي ألبّي طلبَكم ولكن انظروا ماذا يقول الله مباشرةً في هذه الآية نفسها (إِنَّ الَّذينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبادَتي‏ سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ داخِرين‏) أقول لك عزيزي؛ قل لي، استجب لك وإذا يقول: لا بأس.. ولكن بعد حين! هذا ما يسمّيه الله الاستكبار عن العبادة.
وأساسًا لابدّ أنّكم تعلمون ما سبب عذاب جهنّم ليس لأنك خرقتَ بعض ما وُضِعَ من ضوابط.
أوهل اللّه شرطي المرور؟ كلا! لأني تجاسرتُ على رؤوفٍ هذا ما يترتّب عليه العذاب.
لقد أقسم المعصوم بلفظ الجلالة ثم قال: «مَا يَنْجُو مِنَ الذَّنْبِ إِلَّا مَنْ أَقَرَّ بِه‏» اعترف بمشكلتك.. أفهمتَها؟.. إن فهمتها فقل لي كي أنَجّيك والآن نريد أن نقول: يا ربّ نحن متورّطون بمشكلة مشكلتنا هي أننا لم نؤمن برأفتك لسنا عارفين برحمتك وغير ملتفتين إليها ولا ننتفع بها. 


حياتي كلّها قائمة على عدم الاكتراث برأفتك هواجسي كلّها تمَثّل عدم اكتراثي برأفتك كل كآبتي، وجميع تعلقّاتي بأي شيء كان، هو عدم الاكتراث برأفتك. 
أنا أساسًا أحيَى بسبب عدم فهم رأفتك أنا غيرُ واثق من أنّك رؤوف وترزقني.
فلا أعمل بدافع الإبداع وامتثال أمرك وابتغاء مرضاتك! بل أقول: فلأعمل وإلّا أبقى جائعًا... ما هذا الكلام يا هذا.. تنحَّ عني! أنا أساساً نظّمت حياتي على أساس عدم الإيمان برأفتك. 
أخاصم هذا وذاك بسبب عدم الإيمان برأفتك إذ أزعم أنهم سيبتزّون منّي شيئًا أحسد بسبب عدم إيماني برأفتك إذ أزعم أنّ أحداً ما ينهب حصّتي والله يقول: أنا قد احتفظت بحصّتك فلماذا تحسد؟ 
ذرهم! أشعر بنقص الحب بسبب عدم الإيمان برأفتك أشعر بالوحدة والعزلة بسبب عدم الإيمان برأفتك. 
أذهب وراء اللهو التافه لأني لا أؤمن برأفتك كي أستمتع بها فأذهب إلى مكان آخر لأستمتع.
أنا أيضًا غير مؤمن برأفتك وإلا لكنت وَلَداً جيّداً ماذا سيحدث إن آمنّا برأفة الله؟ عندئذ سنرى كلّ أفعال الله ناجمة من رأفته فإذا رأينا نجوم السماء سالت دموعُنا وإذا رأينا الجبال والصحاري والسهال سالت دموعُنا وإذا رأينا طفلاً سالت دموعنا.
وإذا رأينا شيخًا منحنيًا يمشي متّكيًا على عصا سالت دموعنا يا رب.. إنك تحبّهم جميعًا وقد خلقتهم جميعًا وترزقهم جميعًا إذا رأينا الطيور ترفرف بأجنحتها سالت دموعنا سوف نحيى حياةً.. أيما حياة مشكلتنا هي أننا لم نؤمن برأفتك لسنا عارفين برحمتك وغير ملتفتين إليها ولا ننتفع بها.
أنا أيضًا غير مؤمن برأفتك وإلّا لكنت وَلَداً جيّداً.

 

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد