مقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
الشيخ محمد مصباح يزدي
عن الكاتب :
فيلسوف إسلامي شيعي، ولد في مدينة يزد في إيران عام 1935 م، كان عضو مجلس خبراء القيادة، وهو مؤسس مؤسسة الإمام الخميني للتعليم والبحث العلمي، له مؤلفات و كتب عدیدة فی الفلسفة الإسلامیة والإلهیات والأخلاق والعقیدة الإسلامیة، توفي في الأول من شهر يناير عام 2021 م.

امتحانُ المحبّين

 

الشيخ محمد تقي مصباح اليزدي
محبّة أهل البيت (عليهم السلام) هي موهبة لا يمكن قياسها بأيّ شيء آخر، فلا تُعطى مثل هذه الفضيلة لأيّ أحد بسهولة ولا بدّ من نيل الأهليّة لحيازتها.
فمن أجل الحصول على أوّل درجاتها يتمّ إخضاع المرء إلى امتحان بسيط، فإنْ تكامَل قليلاً، اشتدّ الامتحان بعض الشيء، وكلّما تقدّم أكثر على هذا الطريق زاد الامتحان صعوبة.
حتّى يصل هذا الكمال إلى المرتبة التي بلغها أصحاب سيّد الشهداء (عليه السلام) الذين كان عليهم أن يخوضوا ذاك الامتحان في يوم عاشوراء، فلقد قالوا: "لو أنّنا نُقتل سبعين مرّة ثمّ نُبعَث فسنواصل هذا الدرب".
لقد أقسموا ولقد صدّقهم أبو عبد الله (سلام الله عليه) أيضاً، فلم يكن ادّعاؤهم ذاك زيفاً، فلقد تهيّأت حينها الظروف بحيث أُتيح لهم أن يُثبتوا إنْ كانوا حقّاً على استعداد للتضحية أم لا؟
تأسيساً على هذا فإنّ سبب تعرّض محبّي أهل البيت (عليهم السلام) لامتحان أصعب هو أنّ الموهبة التي وهبهم الله إيّاها لا تُقاس بأيّ شيء آخر، فإن رغبوا في الاستمرار في هذا الطريق، فما عليهم إلاّ تحصيل الأهليّة له واجتياز هذه المراحل بالتدريج.
فإنّ قولهم (عليهم السلام) إنّ محبّينا سيُبتلون بصنوف البلايا فهو لإثبات صدق مدّعاهم وتوفير الأرضيّة لهم للمزيد من الرقيّ.
وهذا النموّ والرقيّ لا يظهر إلاّ إذا قدّموا تلك التضحيات، وإنّ الله –ومن منطلق لطفه– يهيّئ مناخاً يتمكّنون فيه من خوض مثل هذا الامتحان ليجتازوه برفعة وشموخ، إذ أنّ:
الحُبُّ متمرّدٌ ودمويٌّ بطبعه كي يُقصي كلَّ ما هو غريب (ترجمة بيت شعر فارسي).

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد