مقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
الشيخ محمد مهدي الآصفي
عن الكاتب :
عالم ومفكر اسلامي كبير، واستاذ في الحوزة العلمية، توفي(٤/٦/٢٠١٥)

الربّانية في ساحة الصراع

إنّ الحالة (الربّانية) في المجتمع تمنح المؤمنين قوّة وصموداً وثباتاً على أرض المعركة، وتدعم مواقفهم وتُثبّت أقدامهم، وتُطمْئن قلوبهم، وتربط على قلوبهم.

 

و(َكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِين)َ «1».

 

إن الربانية في الحياة تُحوِّل ضعف المؤمنين إلى القوّة، واستكانتهم للعدو إلى رفض ومقاومة... والكلمة الأخيرة في الآية الكريمة: (وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ...) وهي توحي بالتلازم الشديد بين الصبر والمقاومة من جانب، والربانية من جانب آخر.

 

إنّ (الربانية) ليست شعاراً، ولا إنشاءً ولا إطاراً للمعركة، وإنما هي التوجّه إلى الله، والإقبال على الله، والالتزام بحدوده وأحكامه وتعبيد الناس له، وإقامة الدين حنيفاً في وسط المجتمع، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والدعوة إلى الله، وأن نغضب لله ونقاتل لله، وأن نعطي لمجتمعنا وساحتنا الصبغة الربانية الإلهية، ونخلص له تعالى في أعمالنا ونيّاتنا، ونتحابّ في الله، ونتعاون لله، ونأخذ بأمره ونهيه، ونتقرّب إليه بالأعمال الصالحة، ونحذر ونتجنّب ما يُحَرّمه ويحظره علينا، ونحبّ لله ونبغض في الله.

 

إن الربانية نية، وسلوك، وعطاء، وطاعة، وإخلاص، وتقوى، وذكر، ودعاء، وصلاة، وأخلاق، وقيم... إلخ، وهذه النقاط وغيرها تدخل جميعاً في تكوين الحالة الربانية في المجتمع.

 

والحالة الربانية من أهم عوامل النصر والتغلب على المشاكل والأزمات.

 

نحن نفهم المقاومة، ومواجهة المشاكل، والصراع على طريقة مختلفة تماماً عن الطريقة التي يفهمها بها الغربيون، ونحن نحلل القضايا السياسية والحركية على منهج مختلف تماماً عن المنهج الغربي.

 

نحن نعتقد أنّ العامل الغيبي جزء أساسي من العوامل المؤثرة في ساحة المعركة والصراع، وشرط أساسي للنصر، من دون أن نُهْملَ الجانب الميداني، والعوامل المؤثرة في الساحة.

 

إنّ الصلاة، والدعاء، واللجوء إلى الله، تُكسبنا الدعم والنصر الإلهي في هذه المعركة، والإيمان بهذه الحقيقة جزء من عقيدتنا في الله تعالى...

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1). آل عمران: 146.

 

 

 

 

 

 

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد