فجر الجمعة

الشيخ الزاكي: علماء الدين هم صمام الأمان للمجتمع

 

تحدث سماحة الشيخ عبد الجليل الزاكي خلال خطبة الجمعة لهذا الأسبوع في مسجد عيد الغدير بمدينة سيهات جنوب القطيف عن الحركة الإصلاحية التي قادها الإمام الحسين (ع) في وجه الإلحاد الذي كان يمثله فكر ونهج يزيد بن معاوية، لافتا إلى أهمية إشراك علماء الدين بأي نشاط أو عمل اجتماعي، معتبرا أنهم أولى الناس بذلك كونهم صمام الأمان للمجتمعات.

استهل الشيخ الزاكي أمام حشد من المؤمنين بقوله تعالى "وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ * يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ * فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا ۖ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ * وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ * أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَٰكِن لَّا يَشْعُرُونَ" 8-9-10-11-12 سورة البقرة، مؤكدا على أن "يوم كربلاء هو يوم عزة وكرامة ويوم انتصار الحق على الباطل".

وأكد سماحته على أن الإمام الحسين (ع) في يوم عاشوراء تجلّى فيه الحق بأعلى صوره وتسافل وتدارك معسكر أعداءه إلى أسفل درك الباطل، مسطرا هو وأصحابه القيم والعزة، كما أن يوم عاشوراء هو أيضا يوم ألم وفجيعة على ما جرى على الحسين وآله وأصحابه في كربلاء.

ولفت الشيخ الزاكي إلى أن "قتل الأطفال والنساء والرجال والأبرياء وارتكاب الفواحش بالمنظور الإسلامي هو فساد وإفساد، وفي عصرنا الحاضر يمكن تجسيد هذه الأمور في النظام الصهيوأمريكي".   

كما اعتبر أن "الذي فعله داعش في العراق من سبي وجهاد النكاح وهذه التحليلات لا يقول بها الإسلام، الإسلام لا يقول بالفجور وبقتل النفس المحترمة، بل يعبّر بأن: مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا، 32 - سورة المائدة، لكن هؤلاء يخالفون هذا المعنى".

وأضاف "أطلق الإمام الحسين صرخته المدوية يزيد شارب للخمر قاتل للنفس المحترمة... ومثلي لا يبايع مثله لأن يزيد إدعى الخلافة الإسلامية وكان يعاقر الخمر ويصلي بالناس وهو سكران".

وأشار سماحته إلى أن "الإمام الحسين يمثل الجانب الإصلاحي، ويمثل حقيقة الإيمان بعمقه وبجميع أبعاده، وأن يزيد يمثل الجانب المظلم والمفسد ويمثل قضية الإلحاد بأبعادها كلها"، مضيفا "خطاب يزيد أمام الإمام زين العابدين (ع) والسيدة زينب (ع) كان يمثل حقيقة الإلحاد".

وتابع "الإمام الحسين (ع) أطلق صرخة مدوية بوجه الظلم والجور طلبا للإصلاح، ولترسو مبادئ الإسلام وقيمه التي أتى بها النبي (ص) في قلوب المؤمنين وقلب الأمة الإسلامية ولتبقى كلمة الله هي العليا".

ولفت الشيخ الزاكي إلى أن "عملية الإصلاح التي جاء بها الإمام الحسين (ع) كانت في جميع مفاصل الحياة وعلى جميع المستويات"، داعيا المؤمنين إلى ضرورة تأدية واجبهم الإصلاحي، كل بحسب منصبه أو مكانته الإجتماعية أو الثقافية...".

وختم سماحته مؤكدا على أهميىة إشراك "علماء الدين في أي عمل اجتماعي أو نشاط"، معتبرا أنهم "أولى الناس بهذه المعرفة وهم صمام أمان بعدم الإنحراف عن جادة الصواب".

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد