فجر الجمعة

السيد الحسن: علينا تقبّل الإنفتاح فالتخلّف سببه الإنغلاق

 

تحدث سماحة السيد كامل الحسن خلال خطبة الجمعة لهذا الأسبوع في مسجد الإمام الباقر (ع) في مدينة صفوى بالقطيف عن "الإسلام والانفتاح"، داعيا إلى تقبل الإنفتاح وعدم رفضه وإلى أهمية مواجهة الغزو الثقافي السلبي.

استهل السيد الحسن حديثه أمام حشد من المؤمنين بقول الإمام الصادق (ع) "الإسلام هو الظاهر الذي عليه الناس"، مؤكدا على أن "معرفة الإسلام لا تنحصر بالإيمان بالأصول العقائدية، ولا يمكن أن نفهمه بشكل مغلق، الإنفتاح ضرورة ملّحة، والإسلام يأمر بالإنفتاح المتوازن".

وأضاف "الإنفتاح يعني التطور المادي والإبداعي وهو الإطلاع العلمي والمعرفي والإختراع، وهو التعرّف على الثقافات البشرية وغير الإسلامية، وأن يكون المسلم مطلّع على عادات وثقافات الآخرين، ومن الضروري أن يفهم المسلم ذلك".

وشدد سماحته على أن "إعطاء المرأة حقها والرجل حقه هو إنفتاح، فسياقة المرأة للسيارة هو حق من حقوقها وهو أمر طبيعي وبديهي ولا يحتاج إلى نقاش، الإسلام ليس متشدد ومنغلق بل هو يعطي حالة من الإنفتاح لكن بشكل منضبط ومتوازن".

ولفت السيد الحسن إلى ضرورة تقبل الإنفتاح وعدم رفضه "لأن حالة الإنغلاق الفكري يسبب حالة من التخلّف بل وعدم فهم الدين، فهم الدين يكون من خلال الإنفتاح الواعي، هذا أمر ضروري معرفته".

واعتبر سماحته أن "الإنفتاح هو جزء من الهوية الإنسانية، والهوية الإنسانية والإسلامية متكاملتان، والذي يعزز الإنسانية والعلاقات المشتركة بين البشر هو الإسلام".

وتابع "مر البعض بجنازة والرسول الأكرم (ص) جالس فقام النبي من مكانه واقفا فقالوا: يارسول الله إن هذا الميت من أهل الكتاب، كيف تقوم لجنازة وصاحبها ليس بمسلم؟ فقال النبي: أوليست نفسا؟ يريد النبي أن يقول بأن الإسلام هدفه تعزيز مكانة الإنسانية، والإنسانية جزء من هويتنا والإسلام كذلك لا يمكن أن يحصل تفكك بينهما".

وأكد سماحته أن "الإنفتاح الذي يحصل في المجتمعات له تأصيل شرعي، حينما يطرح الإسلام نظرية التعارف في قوله تعالى: وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا، 13 - سورة الحجرات، بأي معنى تعارفوا هذا دليل شرعي".

وأضاف "نحن أصبحنا في زمن لا يمكن أن تؤثر دون أن تتأثر، لكن نحن كمجتمع إسلامي علينا أن نتأثر بأمور إيجابية تأتينا من الخارج، كالإبداعات والإختراعات وغير ذلك، أنا كمسلم عليّ أن أكون واعي، أتأثر بثقافة الآخر إذا كانت إيجابية، وأستفيد منها كفرد ومجتمع، التأثر الإيجابي مطلوب، ونحن أيضا علينا أن نؤثر بأخلاقنا بإلتزامنا وضوابطنا الدينية".

وتابع مردفا "لا يمكن أن يحصل حالة من الخوف الإجتماعي في المجتمعات المحافظة إذا حصل عندها إنفتاح، لأننا نتملك ثلاثية الهداية في الفكر الإسلامي، وهي تحصن الفرد والمجتمع من سلبيات قد تأتي بسبب إنفتاح الزمن والعصر والتكنولوجيا، الدين حصانة والعلم حصانة وفهم فلسفة الحياة حصانة، هذه الأمور إذا تعامل بها المسلم فإنه لا يمكن أن يتأثر بأشياء سلبية".

ولفت السيد الحسن إلى أهمية مواجهة الغزو الثقافي السلبي من خلال "الإعتدال والتشريع والدين والإنضباط الفكري، لا نواجه السلبيات بتطرف أو بعنف، الإسلام هداية والعلم هداية، ودور الأسرة والمسجد ورجل الدين مهم، هذه عوامل تحصين لأي أمور سلبية قد تصل لمجتمعات المسلمين".

وأضاف مؤكدا على أن "التطور أمر ضروري، ولا يمكن أن يبقى المجتمع منغلق في عالم متغيير ومنفتح. اليابان وصلت إلى القمة في الإبداع والإختراع، إلا أنها لا زالت محافظة على عاداتها وتقاليدها وثقافتها، هذا أمر مطلوب. حينما يحصل إنفتاح في أي مجتمع عليه في نفس الوقت أن يحافظ على معتقده وضوابطه الأخلاقية ودينه،الإنفتاح ضروري وأمر ملّح، وعلينا أن نتعامل معه بشكل إيجابي وليس بشكل سلبي".

ونوّه سماحته بالخطوة التي اتخذت بتأسيس هيئة التحقيق في الأحاديث النبوية قائلا "من الأشياء المفيدة التي حصلت، تأسيس هيئة للتحقيق في الأحاديث النبوية، هذه الهيئة ومقرها المدينة المنّورة تضم علماء الأحاديث من أنحاء العالم الإسلامي، مهمتها التدقيق في الأحاديث النبوية المكذوبة، وهذا أمر جيد ويعطي صورة مشرقة للإسلام".

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد