تحدث الشيخ عبد الكريم الحبيل خلال خطبة الجمعة لهذا الأسبوع بمسجد العباس ببلدة الربيعية في القطيف عن هجرة الرسول الأكرم (ص) وعملية التغيير والتطور في تاريخ الرسالات السماوية، مشددا على أهمية إحياء أمر أهل البيت (ع) وإعطاء المناسبات الولائية حقها.
استهل الشيخ عبد الكريم الحبيل حديثه أمام حشد من المؤمنين بقوله تعالى "وَالَّذِينَ هَاجَرُوا فِي اللَّهِ مِن بَعْدِ مَا ظُلِمُوا لَنُبَوِّئَنَّهُمْ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً ۖ وَلَأَجْرُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ ۚ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ"41 - سورة النحل، معتبرا أن "الهجرة هي عامل مهم من عوامل التطور والتمدن على مر التاريخ".
وأضاف "في تاريخ الأنبياء والرسل كانت الهجرة واحدة من عوامل التغيير والتطور والإرتقاء في تاريخ تلك الرسالة، فكثير من الأنبياء والرسل هاجروا في سبيل الله طلبا لنشر الدعوة الإلهية، وذلك بسبب ما لاقوه من القهر في المنطقة التي أرسلهم الله فيها".
ولفت سماحته إلى أن "تتابع هجرات الأنبياء كانت عامل تغيير كبير في تاريخ الإنسانية، من هجرة النبي نوح (ع) إلى هجرة إبراهيم (ع)، إلى هجرة النبي المصطفى (ص)، وكان لهذه الهجرات أثر عظيم".
وأشار الشيخ الحبيل إلى ما لاقاه النبي الأكرم (ص) من الأذى العظيم هو وأصحابه حيث "بعث في مكة المكرمة وبقي يدعو الناس إلى الإسلام".
وتابع "حاصرت قريش بني هاشم حصارا إقتصاديا واجتماعيا ليسلموا لهم النبي محمد (ص)، وهذا لا شك حصار عظيم، واشتد الأذى على رسول الله (ص) بعد وفاة أبي طالب وخديجة (ع)، حتى أنهم تجرأوا على شخص رسول الله (ص)"، مضيفا "وحين اتفقوا على قتل رسول الله (ص) قرر النبي أن يهاجر إلى المدينة المنورة، وقبل هجرته اتخذ قرار بإخراج الدعوة من مكة".
وعن تاريخ هجرته أكد سماحته أن "النبي (ص) هاجر إلى المدينة المنورة في شهر صفر ووصل إليها في اليوم الثالث من ربيع الأول، ونزل في قبا في بيت بني النجار".
وأضاف "ترك النبي الأكرم (ص) علي (ع) في مكة المكرمة بعد أن أمره بالمبيت على فراشه فبات على فراش رسول الله، وجاءت قريش حول منزل الرسول (ص) يريدون قتله، فقرأ في وجوههم وَجَعَلْنَا مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ، 9 - سورة يس، فغشيت أبصارهم فلم يراه أحد".
وأردف قائلا "هاجر النبي (ص) إلى المدينة ووصل إليها سالما، وأرسل إلى الإمام علي (ع) بأن يسلم الأمانات إلى أهلها ويخرج بركب الفواطم، فخرج (ع) بالركب الهاشمي ومعه أم أيمن وولدها وبعض المستضعفين من المسلمين".
وتابع "هكذا بات علي (ع) ونجا رسول الله (ص) وهاجر رسول الله (ص) وشكلت هجرته منعطفا عظيما في تاريخ الإسلام، ولهذا اختار عليا (ع) أن تكون بداية الهجرة هي أول تاريخ الإسلام، فمن خلالها إنتشر الهدى وانتشر الإسلام وأصبحت لرسول الله تلك الدولة العظمى وصار التاريخ الهجري هو تاريخ المسلمين".
وأكد سماحته أن "لكل القادة والعظماء هجرة نحو التغيير، وهي درس عظيم في تاريخ الإنسانية والمصلحين".
على صعيد آخر، شدد سماحته على أهمية إحياء ذكرى شهادة الإمام الحسن العسكري (ع)، معتبرا أن إحياء هذه الذكرى الأليمة وإعطائها حقها من العزاء والحزن هي صفة من صفات شيعة أهل البيت (ع) ومحبيهم.
ولفت سماحته على أن "تطبيق المحبة يكون بترجمة المؤمن محبته لأهل البيت (ع) عمليا في جميع حياته وسلوكه، في الأخذ بمنهجهم ومبادئهم وعقيدتهم وسلوكهم وسيرتهم"، مضيفا "هذه هي الترجمة الحقيقية، أما أنك تدعي محبتهم (ع) ولا حتى تتسمى بإسم واحد منهم، ولا تروي رواية عنهم، ولا تعمل بأي حكم شرعي استتبطوه من كتاب الله وسنة المصطفى (ص) بتاتا ثم تدعي أنك تحبهم هذا كلام لا خير فيه".
وتابع "محبة أهل البيت (ع) هي التطبيق العملي لكل سيرتهم".
محمود حيدر
السيد محمد حسين الطبطبائي
السيد محمد باقر الحكيم
السيد محمد حسين الطهراني
الشيخ فوزي آل سيف
الشيخ حسين مظاهري
الشيخ عبدالهادي الفضلي
الشيخ محمد صنقور
السيد محمد باقر الصدر
الشيخ ناصر مكارم الشيرازي
عبد الوهّاب أبو زيد
الشيخ علي الجشي
حسين حسن آل جامع
ناجي حرابة
فريد عبد الله النمر
جاسم بن محمد بن عساكر
أحمد الماجد
عبدالله طاهر المعيبد
ياسر آل غريب
زهراء الشوكان