صدى القوافي

معلومات الكاتب :

الاسم :
حسين حسن آل جامع
عن الكاتب :
شاعرٌ من مواليدِ القطيفِ 1384 هـ

رحيل النّبوّة: أوّل رزايا العترة

نَبَأٌ مُفجعٌ وخَطبٌ مَهُولُ

يَومَ أنْ وَدّعَ الحَياةَ الرسُولُ

يَومَ أن فارقَ الوُجودَ شَهيدًا

فَدهَى الكَونَ مَن شَجاهُ الرّحِيلُ

واستدارتْ على حِماهُ الرزايا

واستشاطتْ بِما تُكِنُّ الذُحُولُ

كانَ يَومًا منَ الكُرُوبِ فَجِيعًا

كابَدتْ عُظْمَ ما أراعَ "البَتُولُ"

لَهفَ نَفسي عَليهِ وهْوَ مُسَجًّى

يُردِفُ الـمَوتَ عندَهُ جَبرئِيلُ

و"عليٌّ" هُناكَ رَهنَ ذُهُولٍ

لَوعةٌ في الحَشا ودَمعٌ هَمُولُ

يَقرأُ الحُزنَ في فِراقِ نَبيٍّ

وطُيُوفُ الأسَى عليهِ تَجُولُ

كانَ يَتلُو علَيهِ وحيَ مَآسٍ

ليسَ تَقوَى على شَجاها العُقُولُ

ويُعزّيهِ في رَزِيّةِ يَومٍ

فادِحٍ دُونهُ البُكاءُ يَطُولُ

عن هُجُومٍ يَطالُ أَقدسَ بابٍ

وَعنِ الدّارِ لا يُذادُ الوُغُولُ

 خَلفَهُ تَختَفي "البَتُولُ" حَذارًا

مِنْ أَكُفٍّ علَى عُلاهُ تَصُولُ

ويَعودُ الجِدارُ يَرجُفُ رُعبًا

من دِماءٍ علَى ثَراهُ تَسيلُ

ويَرى البابَ وهْو يَعصِرُ جِسمًا

أرهقتهُ الخُطوبُ وهْو نَحِيلُ

سَلْ بِمسمارِهِ خُزانةَ وَحيٍ

إنّ في حُزنِهِ شَجًى لا يَزولُ

وَسل الصّدرَ عن رزيّةِ ضِلعٍ

إنّ كَسرَ الضلوعِ خَطبٌ جليلُ

بِأبي بَضعتي وبهجةَ قلبي

جَسدٌ مُنهَكٌ وسُقطٌ قَتيلُ

لم يَزلّ يَندِبُ الوَصيّ ويَبكي

وعلى رُوحِهِ يَحومُ الرحِيلُ

ويَضُمُّ الزَهراءَ .. حينَ وَداعٍ

ضَمَّ رَيحانةٍ عَراها الذُبُولُ

والزّكيّانِ في أمَضِّ وَداعٍ

بينَ جَنبيهِ لَوعةٌ وذُهُولُ

وقضَى نَحبَهُ.. فأسلمَ رُوحًا

فَتعالَتْ نوادِبٌ وعَويلُ

هكذا وَدّعَ الحَياةَ شهِيدًا

وعلى بابِهِ الخُطوبُ تَجُولُ

كُلُّ خطبٍ يَهُونُ وهْو عظيمٌ

دونَ فقدِ النبيِّ فَهوَ جَليلُ

وتَظلُّ الطُفوفُ قُطبَ الرزايا

إذ بها غُودِرَ الصريعُ القتِيلُ

من شَجَى الضّلعِ كانَ قتلُ حُسينٍ

 (وعلى صدرِهِ تَجُولُ الخُيولُ)

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد