صدى القوافي

معلومات الكاتب :

الاسم :
السيد حيدر الحلي
عن الكاتب :
ولد في الحلة 15شعبان من عام 1246هـ، نال إعجاب الجميع بشعره وهيمن على مشاعرهم فامتلكها، توفي في مسقط رأسه في الليلة التاسعة من ربيع الاول سنة 1304هـ، خلّف أربعة كتب أدبية: ديوان شعره المسمى بـ (الدر اليتيم)، العقد المفصل، دمية القصر في شعراء العصر، والأشجان في مراثي خير إنسان.

أيُّ بشرى


السيد حيدر الحلي ..
أيُّ بشرى كست الدُنيا بهاءاً          قُم، فهنّي الارض فيها والسماءا
طَبّقَ الارجاء منها أرجٌ                  عطرَّت نفخةُ رياَّه الفضاءا
بعثةٌ أعلَنَ (جبريلُ) بها                قبل ذا، في الملا الاعلى النداءا
قائلاً: قد بُعث النورُ الذي             ليس يخشى أبدَ الدهرِ انطفاءا
فهنيئاً: فُتِحَ الخيرُ بمن            ختَم الرحمنُ فيه الأنبياءا
وأتى أكرمُ مبعوثٍ قد أخـ          ــــــــــتارُهُ اللهُ انتجاباً واصطفاءا
سيدُّ الرسلِ جميعاً (أحمدٌ)             مَن بعلياهُ أتى (الذكر) ثناءا
(مبعثٌ) قد وَلَدته ليلةٌ             للورى ظلماؤها كانت ضياءا
بُوركت من ليلةٍ في صُبحها            كَشف اللّه عن الحقّ الغطاءا
خلع اللهُ عليها نضرةً                   راقت العالَم زهواً واجتلاءا
كما مرت حلت في مرّها         راحت الأفراح رشفاً وانتشاءا
واستهلَّ الدهرُ يُثني مُطرباً           عطفَ نشوانٍ ويختال أزدهاءا
فلتهنّ (الملةُ الغرّأُ) مَن      أَحكم اللهُ بها منها البناءا
ولتُباهل فيه أعداء الهدى      ولتباه اليومَ فيه العلماءا
ذو محيّاً فيه تُستَسقى السما    ونباتٍ علَّم الجودَ السماءا
رقَّ بشراً، وجههُ حتّى لقد         كاد أن يقطرَ منه البشر ماءا
فعلى نورِ الهدى من وجهه        وجدَ الناسُ إلى الرشد اهتداءا
فهو ظلُّ اللهِ في الأرضِ على              فئةِ الحقّ) بلطف اللهِ فاءا
فكفى (هاشم) فخراً أنَّها                  وَلدته لمزاياها وعاءا
فلها اليومَ انتهى الفخرُ به              وله الفخرُ ابتداءاً وانتهاءا
سادَ أهلَ الدينِ علماً، وتقىٌ              وصلاحاً، وعفافاً، وإباءا
زانَ (سامرا) وكانت عاطلاً           تتشكّى من محليّها الجفاءا
وغدت أفناؤها آنسةً              وهي كانت أوحشَ الأرضِ فناءا
حيّ فيها (المرقدَ الأسنى) وقل:            زادك اللهُ بهاءا وسناءا
إنما أنت فراشٌ للألى          جعل اللهُ السما فيهم بناءا
ما حوت أبراجُها من شُهبها           كوجوهٍ فيك فاقتها بهاءا
قد توارت فيك أقمارُ هدىً           ودَّت الشمس لها تغدو فداءا
أبداً تزدادُ في العليا سنى               وظهوراً، كلّما زيدت خفاءا
ثم ناد القبةَ العليا وقل:           طاولي يا قبة (الهادي) السماءا
بمعالي (العسكريين) اشمخي          وعلى أفلاكها زيدي عَلاءا
وأغلبي زهرَ الدراري في السنا          فبك العالم ـ لا فيها ـ أضاءا
خطَّكِ اللهُ تعالى دارةً             لذُكائي شرفٍ فاقا ذُكاءا
وبنا عرّج على تلك التي             أودعتنا عندها (الغيبةُ) داءا
حجب اللّه بها (الداعي) الذي        هو للأعينِ قد كان الضياءا
وبها الأملاكُ في ألطافه             للورى تهبط صبحاً ومساءا
قف وقل عن مهجةٍ ذائبةٍ            ومن العينين فانضجها دماءا
يا إمامَ العصرِ ما أقتلها             حسرةً كانت هي الداء العياءا
برئت ذّمةُ جبارِ السما           من أًناسٍ منك قد أضحوا بُراءا
فمتى تَبردُ أحشاء لنا؟            كِدنَ بالأنفاس يُضرمن الهواءا
ونرى يا (قائمَ الحقِ) انتضت           سيفها منك يدُ اللّه انتضاءا
أفهل نبقى ـ كما تُبصرنا ـ؟           تُنفِذ الأيامَ والصبرَ رجاءا!!
لا رأى الرحمةَ من قال رياءا:             قلَّت الروحُ لمولاها: فداءا

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد