صدى القوافي

معلومات الكاتب :

الاسم :
السيد حيدر الحلي
عن الكاتب :
ولد في الحلة 15شعبان من عام 1246هـ، نال إعجاب الجميع بشعره وهيمن على مشاعرهم فامتلكها، توفي في مسقط رأسه في الليلة التاسعة من ربيع الاول سنة 1304هـ، خلّف أربعة كتب أدبية: ديوان شعره المسمى بـ (الدر اليتيم)، العقد المفصل، دمية القصر في شعراء العصر، والأشجان في مراثي خير إنسان.

أَناعِيَ قَتلى الطَّفِّ


السيّد حيدر الحلّي

أَناعِيَ قَتلى الطَّفِّ لا زِلتَ ناعِياً         
تُهيجُ على طولِ اللَّيالي البَواكِيا
أَعِد ذكرَهُم في كَربَلا إنَّ ذكرَهُم
طَوَى جَزَعاً طَيَّ السِّجلِّ فؤادِيا
وَدَعْ مُقلتَي تَحْمَرُّ بعد ابْيِضاضِها
بِعَدِّ رزايا تَتْرُكُ الدَّمعَ داميا
سَتَنسَى الكَرَى عيني كأنَّ جفونَها  
حَلَفْنَ بِمَن تَنْعاهُ أنْ لا تَلاقيا
وتُعطي الدُّموعَ المُستهِلَّاتِ حَقَّها  
مَحاجرُ تَبْكي بالغَوادي غَوادِيا
وأعْضاءُ مَجْدٍ ما تَوزَّعَت الضُّبا  
بِتَوزيعِها إلَّا النَّدى والمَعالِيا
لئن فرَّقتها آلُ حربٍ فلم تَكُن   
لِتَجمع حتَّى الحشرِ إلَّا المخازِيا
وممَّا يُزيلُ القلبَ عن مُستَقَرِّه  
ويتركُ زندَ الغيظِ في الصَّدرِ وارِيا
وقوفُ بناتِ الوَحيِ عند طَليقِها   
بحالٍ بها يُشْجينَ حتّى الأعادِيا
لقد ألزَمت كفُّ البتولِ فؤادَها  
خُطوبٌ يَطيحُ القلبُ منهنَّ واهيا
وغودِر منها ذلك الضِّلعُ لَوْعةً  
على الجَمْرِ مِن هذي الرَّزيّة حانِيا
أبا حَسَنٍ حربٌ تَقاضتك دينَها  
إلى أن أَساءت في بَنيك التَّقاضيا
مضوا عطري الابرادِ يأرجُ ذكرهم   
عبيراً تهاداه اللَّيالي غوالِيا
غداة َابنُ أمّ الموت أجرى فِرنده  
بِعَزْمِهم ثمَّ انتضاهم مواضيا
وأسْرى بهم نحو العراق مُباهيا   
بأوجههم تحت الظَّلام الدّراريا
تناذرتِ الأعداءُ منة ابن غابةٍ  
على نشزاتِ الغيل أَصْحَر طاوِيا
تُساوره أفعى من الهمِّ لم يجد  
لسورتها شيئاً سوى السَّيفِ راقِيا
وأَظمأهُ شوقٌ إلى العزِّ لم يَزَل   
لِورد حياضِ الموتِ بالصِّيدِ حادِيا
فصمَّم لا مُستعدياً غيرَ همّةٍ  
تفلّ له العضبَ الجرازَ اليَمانِيا
وأقدَم لا مُستسقياً غيرَ عزمةٍ  
تعيد غِرارَ السَّيف بالدمّ راوِيا
بيومٍ صَبَغنَ البيضُ ثوبَ نهارِهِ   
على لابسي هَيْجاه أَحمَر قانِيا
ترقت به عن خطة الضَّيْم هاشم  
وقد بلغت نفس الجبان التَّراقِيا
لقد وقفوا في ذلك اليوم مَوْقفاً  
إلى الحَشْرِ لا يزداد إلَّا معاليا
همُ الرَّاضِعون الحربَ أول درِّها   
ولا حلم يرضعن إلَّا العوالِيا
بكلّ ابنِ هيجاءٍ تربّى بحجرها  
عليه أبوه السَّيفُ لا زال حانِيا
طويلِ نجاد السيف فالدرع لم يكن  
ليلبسه إلَّا مِن الصَّبر ضافِيا
 يرى السمر يحملن المنايا شوارعاً  
إلى صدره أنْ قدْ حَمَلنَ الأمانِيا
هم القوم أقمارُ النَّديّ وجوههم  
يضِئْنَ مِن الآفاقِ ما كان داجِيا
مناجيدُ طلاعينَ (طلاعون) كلّ ثنيّةٍ  
يَبيتُ عليها ملبد الحَتْف جاثِيا
ولم تدرِ إن شدّوا الحُبى أَحُباهم  
 ضَمَّنْ رجالاً أَم جبالاً رواسِيا

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد