مقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
الشيخ محمّد تقي بهجت
عن الكاتب :
الشيخ محمّد تقي بهجت . ولد عام 1334 هـ بمدينة فومن في إيران، أنهى دراسته الابتدائية بمدينة فومن ، ثمّ أكبَّ على تعلّم العلوم الدينية ، وفي عام 1348 هـ سافر إلى مدينة قم المقدّسة لإكمال دراسته ، فأقام فيها مدّة قصيرة ، ثمّ سافر إلى مدينة كربلاء المقدّسة ، وفي عام 1352 هـ سافر إلى مدينة النجف الأشرف لإكمال دراسته الحوزوية ، وبقي فيها إلى عام 1356 هـ ، ثمّ سافر إلى قم المقدّسة لمواصلة دروسه . اشتهر بـالعرفان، والزهد والتقوى. وكان يقصد مسجده الكثير للاقتداء به في صلاة الجماعة كما وذاع صيت حالاته العرفانية. توفي في مدينة قم المقدسة ودفن في حرم السيدة معصومة عليها السلام.

هذه الدموع مرتبطة بأعلى عليين

 

الشيخ محمد تقي بهجت
هؤلاء الذين يقولون: أيُّ شيء هذه المراثي؟! ما هي قراءة المصائب؟! ما هو إنزال الدموع؟!
هم حمقى إلى حد أنّهم لا يفهمون أنَّ هذه الدموع كانت منهج جميع الأنبياء عليهم السلام شوقاً للقاء الله، لتحصيل رضوان الله.
ومسألة أولياء الله أيضاً من هذا الباب، فإنْ أجرَتْ محبّتهم الدموع -في فرحهم أو في مصيبتهم وحزنهم– هي من هذا القبيل (مثل البكاء شوقاً وخوفاً من الله).
يوجد أدلّة كثيرة (على ذلك):
1 أوّلاً: إنّ جميع الأنبياء عليهم السلام كان لهم بكاء من خشية الله تعالى.
أفلم يبكوا شوقاً إلى لقاء الله عزّ وجلّ؟! عمل الأنبياء كان نفس هذا، فإنْ كان الإنسانُ يقبل أنبياء الله عليهم السلام يجب أن يقبل بكاءهم أيضاً.
2 (ثانياً: وكذلك (من الأدلّة على هذا المطلب) هذا الموضوع، أنّه ورد (في الروايات)، وهو منصوصٌ وثابت، في إذن دخول حرم سيّد الشهداء عليه السلام (أن يقول الزائر): "أأدخل يا الله، أأدخل يا رسول الله، أأدخل..." ويستأذن من جميع الأئمة عليهم السلام.
(ثمّ في تتمة الرواية أنّه): "فإنْ دمعت عينُك فتلك علامة الإذن" فإذا جرى الدمع من العين فهذا معنى أنّهم قد أذنوا لك!
فهذه الدموع مرتبطة بأعلى عليين، لكن أين من يفهم هذا المعنى؟! من الذي يكون عاقلاً؟!
أمّا الجهلة فيقولون ما هذه الدموع؟! –والعياذ بالله– إنّها خرافات !! ما هي هذه الأمور؟!
لكنّ الدموع مرتبطة بما هو "عال".
فلقد ورد في عمل "أمّ داوود" الذي هو مفصلٌ إلى درجة أنّه لا يُمكن للبعض إتمامه من الظهر إلى الغروب (جاء فيها): إنّه اسعَ في السجدة الأخيرة منها لإجراء دمعة من عينك، فإنْ نزلت فهي علامةٌ أنّه استجيب دعاؤك!
عجباً، أنتم تقولون: "هذه الدموع لا دور لها"! كلا، هذا خطأ محض! هذه الدموع مرتبطة بأعلى عليين، من هنالك تستأذن، من هنالك تطلب إجابة الدّعاء!

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد