صدى القوافي

صحراؤه

 

سيد أحمد الماجد
صحراؤه ابتكرت قلبًا لتعشقه
وتزعم الشوقَ بدوًا والعناق ثرى
لا فرق ما بين قيثار ومئذنةٍ
ما دام يمتد من أعماقه وترا
الأرض تمشي إلى أحضانه امرأةً
كأن سبطاه كانا الفيّ والشجرا
صبحٌ تورمَ قالوا حينما انكشفت
نبوءةُ الغارِ هل ما زال منتظرا؟
وظل يقرص خد الشمسِ فاندلعت
إشراقةً طفلةً تستوقفُ القدرا
الأرض باتت غناءً يوم مبعثه
ويوم رقصتها المسرى غدا أثرا
يمشي كذاكرة الأطفال يعجبه
أن يصبح الغيب حلوىً والسماءُ قِرى
يمشي ومن خلفه كل الحفاة مشوا
إلى ثراء التجلي ألَّبَ الفُقَرا
تساقطت من يد المرآةِ وقفتُهُ
ثيابَ نجمٍ، هدايًا، غيمةً، صورا
رأته آمنةٌ يلهو بنجمتِهِ
وفوق رف لياليها يمد ذرى
وكانت الشمس تأتيه مرَوَّعَةً
وكان يتلو على أطفالها سورا
وكان مشكاةَ آبادٍ، حليمةُ كم
أحستِ الزيتَ من أثدائها انهمرا

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد