يَمّمتُ يومَكَ مَفجوعًا بحزنِ دمي، أنعاكَ مولايَ منْ همّي ومن ألَمي، أنعاكَ للدّينِ مَظلومًا ومُضطّهدًا، كأنّ نَعيََكَ مُسكونٌ بكلِّ فمِ، وجئتُ أعثرُ في أذيالِ فاجعةٍ، تَنزّلتْ من ظِلالِ العرشِ والقلَمِ

بِأوجاعِها عادتْ منَ الشّامِ لِلطّفِّ، تكادُ حَناياها تَمورُ من اللّهْفِ، وزَمّتْ رَزاياها على مَحملِ الشّجَى، وكلُّ رزاياها تَجلُّ عن الوصفِ، وشَدّتْ بيومِ الطّفِّ صبرًا مُقدَّسًا، تَذِلُّ لهُ الأهوالُ في شدّةِ العَصفِ

الطَّفُّ أَذَّنَ فاتّخذهُ مآبا، واقصُدْ بِكُلِّكَ مَشهَدًا وقِبابا، واحمِلْ بِرُوحِكَ رايةً خَفّاقةً، واندِبْ حُسينًا مَصرعًا وَمّصابا، وازحفْ كزَحفِ العاشقِينَ لِكَربلا، حتى تُعانقَ بالحَنينِ تُرابا، وأَفِضْ إذا شَعَّتْ مَعالِمُ قُبّةٍ، واخلعْ عنِ الدّمعِ اللّهوفِ حِجابا

أن أطرق بابك عند الفجر ثلاثين صباحًا، أبكر من عصفور الدّار إِذا أصبح، أن أنسى وجهي عند الباب، أراقب صوت المزلاجrnكمن يترقّب إطلاق سراح، منذ ولادته للآن فلا يفتح

قم جدّد الحزن إنّ الطّفّ موعده، قد ماج في أدمع العشاق مشهده، واشدد خطاك بركب الوحي إنّ غدًا، تمدّ من كل حدب شطره يده، وارسم على زفرات القلب ألوية، ترفّ فوق جبين الشوق تقصده

أتاكَ العبدُ يطلبُ منكَ عُذرَا، ويرجو أنْ يَبوحَ إليكَ سِرَّا، ويرغبُ أنَ يؤولَ إليكَ دومًا، فأنتَ بعَجزهِ مولايَ أدرى، يقولُ ويدَّعيْ لكمُ انتسابًا، ونعمةُ حُبّكمْ تكفيهِ فخرَا، وقدْ جارتْ بهِ الأيامُ حتَّى، أتاكَ وصدرهُ قدْ ضاقَ صبرَا

على رُزئكَ المَجمورِ تُحيا المآتمُ، ويَنعاكَ للحقِّ الهُدى والمَكارمُ، ويبكي عليكَ الدّينُ يا مَعدنَ النّدى، وقد جُمّعتْ فيكَ الرّزايا العظائمُ، غريبٌ عن المأوَى بعيدٌ عن الحِمى، تُكابدُ من جَورِ العِدَى وهْو غاشِمُ

يَهزُّ الحنينُ الحَنايا، ويَطرقُ قلبًا، ليبعثَ من عمقهِ فرحًا أو ألمْ، صوتُ أمّي يُضمّخُ أردانَهُ بالبخُورِ، وذكرى أبي وردةٌ في يديهِ،rnفإنْ لزّهُ الوَجدُ أَحنى وشَمّْ، الحنينُ رسولُ القِدمْ، الحنينُ ابتكارُ المضارعِ يسعى لتعلوَ أعناقُهُ فوقَ سقفِ العَدمْrn

لي ألفُ (يمٍ)، و(موسى) الوعدِ لم يعدِ، إذْ سَرَّحَ الحُلْمَ في تابوتِهِ الأبدي، سأمنحُ الوقتَ للتحديقِ مشتعلاً، كي أعبرَ النهرَ - يا تاريخُ - بعدَ غدِ، ماذا وراءَ الكتاباتِ التي انسرَبَتْ، عبرَ المسافةِ بينَ البرْدِ والبَرَدِ

طريقٌ حسينيٌّ وحسنُ مآبِ، وشوقٌ على شوقٍ لسحر قِبابِ، إذا سألوا الزّوّارَ عن جنّةِ الهوى، ففي خُطْوةِ المشتاقِ ردُّ جوابِ، لماذا يطولُ البعدُ يا سيّدَ السّنا، فيزدادُ في طيِّ الظّلامِ عذابي؟!

خففِ الوطءَ إنْ أتيتَ بقيعَهْ، وارتدِ الحزنَ إن وَلجتَ رُبوعهْ، وامشِ في مهبطِ الجلالةِ هَونًا، مشيَ مَن أحنتِ الخطوبُ ضلوعَهْ، وأرِقْ مِن جَواكَ أدمُعَ حزنٍ، مثلما أهرقَ الحُسينُ دُموعَهْ

ولكنْ ! ولا كالشّامِ مهوَى شماتةٍ، ولا كأبي السّاعاتِ حطّ به المسرَى، يُجرُّونَ في الأصفادِ والسّوطُ يلتوي، وصوتُ استغاثاتٍ تناديكِ يا زهرا، وما القصرُ والإيوانُ والطّشتُ والعصا، وشتمُ بناتِ الوحيِ إذ أُوقفَت حسرَى