علمٌ وفكر

معلومات الكاتب :

الاسم :
السيد محمد حسين الطبطبائي
عن الكاتب :
مفسر للقرآن،علامة، فيلسوف عارف، مفكر عظيم

كلام في الأسماء الحسنى (3)

عدد الأسماء الحسنى

لا دليل في الآيات الكريمة على تعيّن عدد للأسماء الحسنى تتعيّن به بل ظاهر قوله: (اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ) طه: 8، وقوله: (وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ فَادْعُوهُ بِهَا) الأعراف: 180، وقوله: (لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ) الحشر: 24، وأمثالها من الآيات أنّ كلّ اسم في الوجود هو أحسن الأسماء في معناها فهو له تعالى فلا تتحدّد أسماؤه الحسنى بمحدّد.

الّذي ورد منها في لفظ الكتاب الإلهيّ مائة وبضعة (127) وعشرون اسماً هي.

 

أ - الإله، الأحد، الأوّل، الآخر، الأعلى، الأكرم، الأعلم، أرحم الراحمين، أحكم الحاكمين، أحسن الخالقين، أهل التقوى، أهل المغفرة، الأقرب الأبقى.

ب - البارئ، الباطن، البديع، البرّ، البصير.

ت - التوّاب.

ج - الجبّار، الجامع.

ح - الحكيم، الحليم، الحيّ، الحقّ، الحميد، الحسيب، الحفيظ، الحفيّ.

خ - الخبير، الخالق، الخلّاق، الخير، خير الماكرين، خير الرازقين، خير الفاصلين، خير الحاكمين، خير الفاتحين، خير الغافرين، خير الوارثين، خير الراحمين، خير المنزلين.

ذ - ذو العرش، ذو الطول، ذو انتقام، ذو الفضل العظيم، ذو الرحمة، ذو القوّة، ذو الجلال والإكرام، ذو المعارج.

ر - الرّحمان، الرّحيم، الرّؤوف، الرّبّ، رفيع الدرجات، الرّزّاق، الرّقيب.

س - السميع، السلام، سريع الحساب، سريع العقاب.

ش - الشهيد، الشاكر، الشكور، شديد العقاب، شديد المحال.

ص - الصمد.

ظ - الظاهر.

ع - العليم، العزيز، العفوّ، العليّ، العظيم، علّام الغيوب، عالم الغيب والشهادة.

غ - الغنيّ، الغفور، الغالب، غافر الذنب، الغفّار.

ف - فالق الإصباح، فالق الحبّ والنوى، الفاطر، الفتّاح.

ق - القويّ، القدّوس، القيّوم، القاهر، القهّار، القريب، القادر، القدير، قابل التوب، القائم على كلّ نفس بما كسبت.

ك - الكبير، الكريم، الكافي.

ل - اللطيف.

م - الملك، المؤمن، المهيمن، المتكبّر، المصوّر، المجيد، المجيب، المبين ، المولى، المحيط، المقيت، المتعال، المحيي، المتين، المتقدر، المستعان، المبدئ ، مالك الملك.

ن - النصير، النور.

و - الوهّاب، الواحد، الوليّ، الوالي، الواسع، الوكيل، الودود.

ه‍ - الهادي.

 

وقد تقدّم أنّ ظاهر قوله: (وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ) (لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ) أنّ معاني هذه الأسماء له تعالى حقيقة وعلى نحو الأصالة، ولغيره تعالى بالتبع فهو المالك لها حقيقة، وليس لغيره إلّا ما ملّكه الله من ذلك، وهو مع ذلك مالك لما ملّكه غيره لم يخرج عن ملكه بالتمليك، فله سبحانه حقيقة العلم مثلاً وليس لغيره منه إلّا ما وهبه له وهو مع ذلك له لم يخرج من ملكه وسلطانه.

ومن الدليل على الاشتراك المعنويّ في ما يطلق عليه تعالى وعلى غيره من الأسماء والأوصاف ما ورد من أسمائه تعالى بصيغة أفعل التفضيل كالأعلى والأكرم فإنّ صيغة التفضيل تدلّ بظاهرها على اشتراك المفضّل والمفضّل عليه في أصل المعنى، وكذا ما ورد بنحو الإضافة كخير الحاكمين وخير الرازقين وأحسن الخالقين لظهوره في الاشتراك.

 

هل أسماء الله توقيفية؟

تبيّن ممّا تقدّم أن لا دليل على توقيفيّه أسماء الله تعالى من كلامه بل الأمر بالعكس، والّذي استدلّ به على التوقيف من قوله: (وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ) الآية مبني على كون اللام للعهد، وأن يكون المراد بالإلحاد التعدّي إلى غير ما ورد من أسمائه من طريق السمع، وكلا الأمرين مورد نظر لما مرّ بيانه.

 

وأمّا ما ورد مستفيضاً ممّا رواه الفريقان عن النبيّ صلى ‌الله ‌عليه ‌وآله ‌وسلم: (إنّ لله تسعة وتسعين اسماً مائة إلّا واحداً من أحصاها دخل الجنّة) أو ما يقرب من هذا اللفظ فلا دلالة فيها على التوقيف. هذا بالنظر إلى البحث التفسيريّ، وأمّا البحث الفقهيّ فمرجعه فنّ الفقه والاحتياط في الدين يقتضي الاقتصار في التسمية بما ورد من طريق السمع، وأمّا مجرّد الإجراء والإطلاق من دون تسمية فالأمر فيه سهل.

 

 

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد