صدى القوافي

معلومات الكاتب :

الاسم :
ياسر آل غريب
عن الكاتب :
مواليد صفوى 1395هـ، حاصل على بكالوريوس تربية/ قسم اللغة العربية من جامعة الملك فيصل بالأحساء، مشارك في مناسبات عديدة داخل المملكة وخارجها، وله اهتمام بكتابة المقالة والدراسات النقدية. من دواوينه: الصوت السعفي، كثبان المسك، أتنفس الألوان، أيقونة الخصب، والحقيقة أمي والمجاز أبي.

طابع بريد السلام

إلى الإمام الحسن بن علي ( ع ) .. الذي علمنا كيف نصنع السلام

سطورُ ضياءٍ ما تخطُّ أصابِعُهْ

وأغصانُ زيتونِ السَّلامِ طوابِعُهْ

رسائلُهُ ضمَّتْ من الجودِ أنهرًا

كما تحتوي الكونَ الفسيحَ أضالِعُهْ

كأنَّ حروفَ الأبجديَّةِ ترتمي

بحضرتِهِ.. في كلِّ شطرٍ تتابِعُهْ

هُوَ (الـمُجْتَبَى) أو قلْ: هو الحبُّ كلُّهُ

وما نفحاتُ المسكِ إلا طبائِعُهْ

أطلَّ بأنسامٍ إلهيَّةِ الشّذَا

إذا الدهرُ هاجتْ بالسَّمُومِ زعازِعُهْ  

تربَّتْ على كلتا يديهِ سنابلٌ

وكم خَزَنَتْ ملءَ اليقينِ صوامِعُهْ

وحطَّتْ على جفنيهِ أطيارُ حكمةٍ

لتُزْهِرَ بالوحيِ الشفيفِ مسامِعُهْ

يقولون: مَنْ هذا الذي مرَّ من هنا؟

فقلتُ: ربيعٌ تستطيبُ مرابِعُهْ

وقلتُ: رحيقُ العشقِ، إنسانُ عصرِهِ

على شفةِ التّاريخِ تحلو روائِعُهْ

على متنِ إنسانيَّةٍ يعبرُ الـمَدَى

إلى سرِّهِ حيثُ استقرَّتْ ودائِعُهْ

وأصغى لصوتِ الأرضِ.. يومَ تكاثرَتْ

لـ (هابيلَ) في مدِّ الزمانِ مصارِعُهْ

فمدَّ شراعًا للهُدَى، قيلَ: بيرقٌ

تقدَّسَ في أعلى السماواتِ رافِعُهْ

وقيلَ: سحابٌ لم ترَ الأرضُ مثلَهُ

بمقدارِ ما يزهو من الزّرعِ يانِعُهُ

وحينَ انبرَى يقتادُ قاطرةَ الرُّؤَى

إذا بجميعِ الـمَكْرُمَاتِ توابِعُهْ

فأكملَ أشواطَ الحياةِ إرادةً

ومضمارُهُ الإخلاصُ والسَّعْدُ طالِعُهْ

وأنقذَ وردًا كانَ في الوَحْلِ مُهْمَلًا

أعادَ لهُ روحًا فبانتْ نواصِعُهْ

وأغمدَ وقتًا ؛ ليسَ خوفًا، وإنما

رأى .. لمْ تَـحِنْ للفتحِ بَعْدُ طلائِعُهْ

فمهَّدَ نهجَ السّالكينَ إلى الفِدَى

بتدبيرِ خيرٍ لا تجفُّ صنائِعُهْ

كما (الحَسَنُ) اسْتَعْصَى على الكونِ مثلُهُ

فلاشيءَ في هذا الوجودِ يضارِعُهْ

توضَّأَ من ماءِ الخلودِ  مُهَلِلًا

وكبَّرَ حيثُ السَّرْمَدِيَّةُ جامِعُهْ

وكلُّ مكانٍ هامَ شوقًا بطيفِهِ

وكلُّ زمانٍ بافتتانٍ يطاوِعُهْ

وفي دربِهِ نحوَ الجِنَانِ تَعَلَّقَتْ

ببردتِهِ الغرَّاءِ حُبًّا سواجِعُهْ

 جَرَى سلسبيلًا أريحيًّا، وكيفَ لا

وقد سُلْسِلَتْ منْ روحِ (طه) منابِعُهْ

ومِنْ فَرْطِ ما أعطى من الفيضِ والنَّدَى

كذلكَ تهمِي بالسَّخَاء مدامِعُهْ

من الحقِّ حتَّى الحقِّ رحلةُ عُمْرِهِ

وإنْ قامَتِ الدنيا إليهِ تنازِعُهْ

كما يتركُ الرّيحانُ آثارَ طِيبِهِ

فمهمَا نأى دلَّتْ عليهِ مواضِعُهْ

مضامينُه كونيةٌ؛ ليسَ ينتهي

مداها، بما أوحتْ إليهِ شرائِعُهْ

يمدُّ لهُ البحرُ العميقُ ولاءَهُ

وتأتيهِ أطيافُ النّخيلِ تُبَايِعُهْ

ولم ينطفئْ في (طَيْبَةٍ) ضوءُ عهدِهِ

فكمْ تزدهي في (كربلاءَ) مَطَالِعُهْ  

سلامًا على نَجْلَيْ عليٍّ كليهِمَا

هُمَا كفَّتَا الميزانِ.. قُدِّسَ واضِعُهْ

 

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد