صدى القوافي

معلومات الكاتب :

الاسم :
السيد ناصر الاحسائي
عن الكاتب :
مولده في الاحساء سنة ١٢٩١ ه‍. ووفاته سنة ١٣٥٨ ه‍. نشأ نشأة صالحة وتربى على يد أبيه ، وبعد وفاة أبيه هاجر إلى النجف الأشرف موطن العلم والعلماء وأكبر جامعة في الفقه ثم عاد إلى الاحساء ومكث حتى وافاه الأجل ليلة الاربعاء ثالث شهر شوال سنة ١٣٥٨ ه‍.

هذي مضاجع فهر


السيد ناصر الأحسائي ..
هذي مضاجع فهر أم مغانيها  
أم السماء تجلت في معانيها
فحط رحل السرى فيها وحي بما  
يجري من العين دانيها وقاصيها
ودع قلوصك فيها غير موثقة  
وخلّ عنها عساها أن تحييها
ولا تلمها إذا ألوت معاطفها  
يوماً لتقبيل باديها وخافيها
فما دهاك دهاها من أسى وجوى  
وما دعاك لسكب الدمع داعيها
كلا كما ذو فؤاد بالهوى كلف  
وأنتما شركا في ودّ مَن فيها
قوم على هامة العلياء قد بنيت  
لهم بيوت تعالى الله بانيها
ومعشر للمعاني الغر قد شرعوا  
طرقاً بأخلاقهم ما ضلّ ساريها
وأسرة قد سمت كل الورى شرفاً  
فلم يكن أحد فيه يدانيها
لووا عن العيش أعطافاً أبين لهم  
مسّ الدنية تكريماً وتنزيها
فقاربت بين آجال لهم شيم  
إذ المنايا طلاب العز يدنيها
رأوا حياتهم في بذل أنفسهم  
في موقف فيه حفظ العز يحييها
ولا يعاب امرؤ يحمي مكارمه  
بنفسه فهو حر حيث يحميها
في الهام أمست تغني بيضهم طرباً  
وسمرهم تتثنى في الحشا تيها
والخيل من تحتهم فلك جرى بهم  
في موج بحر دم والله مجريها
والنقع قام سماءً فوق أرؤسهم  
آفاقها أظلمت منه نواحيها
لكن أجرامهم قامت بها شهباً  
لولا ضياء شباها ضل ساريها
ترمي العدى بشواظ من صواعقها  
فلا ترى مهرباً منه أعاديها
رووا بماء الطلا بيض الظبى ولهم  
أحشاء ما ذاق طعم الماء ظاميها
حتى إذا ما أقام الدين واتضحت  
آياته وسمت فيهم معانيها
وشيدوا للهدى ركناً به أمنت  
أهل الرشاد فلا لافى مساعيها
وشاء أن يجزي الباري فعالهم  
من الجزاء بأوفى ما يجازيها
دعاهم فاستجابوا إذ قضوا ظمأ  
بأنفس لم تفارق أمر باريها
فصرعوا في الوغى يتلو مآثرهم  
في كل آن مدى الأيام تاليها

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد