قرآنيات

معلومات الكاتب :

الاسم :
الشيخ مجتبى الطهراني
عن الكاتب :
عالم جليل في علم الأخلاق، من تلامذة الإمام الخميني قدس سره ومن مقرّري دروسه. كان من روّاد العلم والأخلاق والادب في الحوزات العلمية حتي بلغ مراحل كبيرة، من مؤلفاته كتاب "الأخلاق الإليهة".

آليات ووسائل التواصل والنقاش

 

الشيخ مجتبى الطهراني 
إنّ على الإنسان أنْ يُقارن فهم من يرتبط بهم البحث والنقاش ومدى استيعابهم، وأنْ يعرف الآليات والوسائل التي يستخدمها في التعامل، وطرق التفهيم والإيضاح.
فإذا عرف سعة فهم الطرف الآخر واستيعابه مثلاً من خلال "البرهان" ينبغي مخاطبته بطرق عقلانية وبرهانية، للتوصل إلى نتائج مطلوبة. (القوي)
أمّا مَنْ ليس لهم استيعاب وفهم بالأدلة البرهانية والفلسفية والقدرة الكلامية والمعرفة بالاستدلال المنطقي، فينبغي التحدّث معهم والتحاور بشكل خطابي وحالات الوعظ. (الضعيف)
أمّا إذا امتلك الشخص قدرة فهم واستدلال في حدّها المتوسط، فيُمكن إبعاده عن اعتقاده الفاسد بالجدل، واستخدام الأمور المسلّم بها أو المشهورة في التحاور والعمل. (المتوسط)
ويُمكن تقسيم البشر، من هذا الزاوية، إلى ثلاث فرق هي: القوي، والمتوسط، والضعيف...
قال الله تعالى في القرآن الكريم: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} (النحل: 125)
تُبيّن هذه الآية المباركة ثلاثة أساليب في الدعوة إلى الله، ولعلّ فيها إشارة إلى هذه الأمور الثلاثة المتقدمة.
بمعنى أنّ الشخص المخاطَب إنْ امتلك قدرة فهم عالية، مع الحكمة والبرهان، والقدرة على الاستدلال، فتكلّم معه (بالحكمة والدليل والبرهان) 
أمّا إذا كان ضعيفاً وعاجزاً عن ذلك، فليكن بـ "الموعظة الحسنة"
وإذا امتلك قدرة واستطاعة من الفهم في حال متوسطة، فجادلهم بالتي هي أحسن.
ومن كانت له قدرة عالية أو متوسطة أيضاً، فالموعظة له مثمرة ومفيدة، وهي تساعده في الوصول إلى الحق.
أمّا الموعظة، فهي تنفع كثيراً مع من لم تكن لهم قدرة ومعرفة كافيتان في البرهان والاستدلال، لكي يعرفوا عقائدهم الباطلة.
أمّا الجدال فهو من جملة الطرق التي أمر الله به أولياءه وأنبياءه لإنقاذ البشرية من الضلال، وهدايتهم من خلاله.

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد