في قلب كل أحد طريق لله، وباب يوصله إليه، حتى أكثر البشر شقاءً وانحطاطًا و(عصيانًا)، فإنه في ساعات المحن والشدائد، حين تضيق بوجهه الدنيا، وتغلق جميع الأبواب، وتسد كل الدروب، يهتز كل وجوده، ثم يلتجئ إلى الله

فقد دأبوا على تدوين معارفهم وعلومهم، ورواية أحاديثهم، وأخذ أقوالهم، والتّسليم لهم، ونشر فضائلهم، وكتابة سِيَرهم، وإقامة مآتمهم، والحزن على مصائبهم وما جرى عليهم، حتّى أنّهم حكموا بضعف كلّ من انحرف عنهم

فبعد تحريض أتباعه على مواجهة المؤمنين من أهل الحق، وحين تحتدم المعركة ويقترب موعد الحسم، نجد الشيطان يتراجع بصورة غير متوقعة أبدًا، ويعلن لجماعته عن سبب تراجعه بأنّه يرى ما لا يرون!

يقول لله: انشغلْ بشؤونك! استعِنْ بالله. ليس من المقرَّر أن تخلّصَ أنت نفسَك، اطلُب منه أن يخلصّك، يخلّصك من أغلال الدنيا. فيبدأ بتخليصك..

فأكمل الإيمان أمر متاح وليس مستحيلاً، إنّما يحتاج إلى إرادة واختيار، ولهذا ورد في دعاء المبعث الشريف، أن السّفر إلى الله سبحانه وتعالى يحتاج إلى عزم إرادة (وقد علمت أن زاد الراحل إليك عزم إرادة يختارك بها).

هي من سيّدات ذراري أئمّة أهل البيت النّبويّ، وأفضلُ بنات الإمام الكاظم عِلمًا، ووَرعًا، ومنزلةً عند جدّها وأبيها وأخيها المعصومين، كما يتّضح من الرّوايات الواردة في حقّها، فقد أوجب بعضها الجنة لـمَن زارها عارفًا بحقّها

لا شكّ في أنّ دور السيّدة المعصومة عليها السلام، في جعْل قمّ ما هي عليه، وإضفاء العظمة على هذه المدينة الدينية التاريخية العريقة، هو دورٌ لا كلام فيه. فهذه السّيّدة الجليلة، وهذه الفتاة التي ترعرعت في حضن أهل بيت النّبيّ، بحركتها بين الأتباع والأصحاب والمحبّين للأئمّة عليهم السلام

وبناءً على ما تقدّم، يكون تفسير الإمام الصادق عليه السلام الخالص لتلك الآية هو: إذا استطاع زوجان تقديم جيل صالح إلى المجتمع، فسوف يكون ثوابهما أكثر من ثواب ذلك الذي يبني مسجدًا، أو مدرسة، وسيكون ثوابهما كثواب الذي أحيا الناس جميعًا.

نظر الإسلام للإنسان بما هو كائن ذو بعدين، فبالبعد المادي لا يستغني عن المادة، وبالبعد الروحي لا يستغني عن الحياة الروحية، فأولاهما عنايته، فدعا إلى المادة والالتذاذ بها بشكل لا يُؤثرها على حياته الروحية، كما دعا إلى الحياة الروحيّة بشكل لا يصادم فطرته وطبيعته

فبالقوّةِ العاقلة يُدركُ الإنسانُ مَصالحَهُ ومَفاسِدَه، ويُميّزُ بينَ الـمَحبوبِ والـمَكروهِ، والحَقِّ والباطِلِ؛ وبِالقلبِ والوِجْدانِ اللَّذَيْنِ يُمْكنُ تسميتُهما بالفِطرَةِ، أو الشُّعورِ الخَفيّ، أو الإدراكِ الخفّي، يتعرّفُ إلى الطّريقِ الّذي يربطُه بعالمِ الوِجْدانِ، وعلّةِ إيجادِه وإيجادِ العالم، وانجذابِه لمبدأِ المبادئِ وغايةِ الغايات

شك أن الإنسان يتأثر بالحاضر وما يجري من حوله، كما يتأثر بالماضي والحوادث الواقعة فيه، فما وقع في غابر الزمان يترك أثره وبصورة جبرية على حاضر الإنسان ومستقبله، فالماضي والمستقبل مترابطان ترابطاً وثيقاً، بل إنّ الماضي يشكل نطفة المستقبل ونواته

فالمحفّزات النّفسانيّة، شأن المحفّزات الجسمانيّة، تنشط بتأثير عوامل خارجيّة، فكما يُفرَز اللّعاب إثر رؤية الطّعام الشّهيّ عند المرء أو تصوّره، تنشط المحفّزات النّفسانيّة للإنسان أيضًا لدى مواجهة الظّواهر التي يحبّها.